ظن بأن جريمته طوتها الأيام والسنين، وأنه في مأمن من شر فعلته الشنيعة مع صديقه الذي شاركه في تنفيذ جريمته النكراء في حق نجلة خاله، عندما هاجماها منذ 7 سنوات وقاما باغتصابها وسرقتها وقتلها فلم يعد ينتبه لذلك اعتقاداً منه بأنه هرب بفعلته، ففي جلسة سمر كان يجلس شريكه في الجريمة رفقة عدد من الأشخاص وباح بالسر المكتوم، ليقوم أحد الأشخاص، بإبلاغ الشرطة التي بدأت تحرياتها ونجحت في كشف لغز الجريمة وضبط الجناة بعد 7 سنوات.
أحداث تلك الجريمة البشعة، وقعت في مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، وبالتحديد يوم 15 أكتوبر 2015م، عندما عثر على جثة فتاة عذراء لم يسبق لها الزواج تدعي "أسماء أ م م ر" ذات الـ37 عاماً مقتولة داخل شقتها التي تقيم بها بمفردها عقب وفاة والديها بمنطقة مساكن الجلاء التابعة لقسم أول المنصورة، بـ 3 طعنات نافذة بمنطقة البطن بسلاح أبيض سكين وضربات بالرأس وسرقة محتويات الشقة.
كما تبين من تقرير الطب الشرعي حينها أن الفتاة تعرضت للاعتداء الجنسي والاغتصاب من قبل الجناة، ولم تصل تحريات المباحث حينها إلى تحديد هوية الجناة لعدم وجود آثار عنف على مداخل أو مخارج الشقة ما يدل على أن الجناة دلفوا إلى الشقة بطريقة شرعية كما لم يترك الجناة ثمة شيء خلفهم يقود المباحث إلى التعرف على هويتهم. وقيد المحضر رقم 2330 جنايات قسم أول المنصورية لسنة 2015 ضد مجهول.
وبعد مرور 7 سنوات على الواقعة، نجحت أجهزة الأمن بمديرية أمن الدقهلية، في كشف ملابسات الجريمة النكراء وضبط مرتكبيها، وتبين أن نجل عمة المجنى عليها وصديقه وراء ارتكاب الواقعة، حيث وردت معلومات سرية إلى المقدم أحمد شبانة رئيس وحدة مباحث قسم أول المنصورة مفادها قيام أحد الأشخاص بالتحدث عن جريمة قتل تعود لـ7 أعوام سابقة وأنه المتهم، ولم تتمكن الشرطة من تحديده حين ارتكابه للواقعة، وجذبت المعلومات اهتمام رئيس وحدة المباحث وبدأ في خطة البحث والتحري عن المعلومات التي وصلت إليه حتي توصلت تحرياته لحل لغز جريمة الفتاة "أسماء" بعد 7 سنوات من الجريمة وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل عمة المجني عليها وصديقه وهم كل من "كريم خ ا ع ك" 26 سنة، عامل بكافيه ومقيم مدينة طلخا، و"أحمد ع ع أ ن" 27 سنة، عامل بكافيه ومقيم أول المنصورة، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبطهما واقتيادهما إلى ديوان القسم.
وبمواجهتهما أقر نجل عمة المجني عليها بأنه اتفق مع المتهم الثاني على التخلص من المجني عليها نظير مبلغ مالي، وفي سبيل تنفيذ مخططه انتظر شريكه أعلى سطح منزل المجني عليها وانتظراها حتى وصلت إلى شقتها وعند دخولها هاجماها من الخلف وعقب محاولة المجني عليها الصراخ قاما بكتم أنفاسها وتسديد الطعنات لها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، واعترف المتهمان بالتعدي على الفتاة جنسياً عقب قتلها ثم لاذا بالفرار بعد إخفاء معالم جريمتهما كما لم يشعر بهما أحد من الجيران حينها.
وأكمل المتهم بأن شريكه بعد مرور 7 سنوات على الواقعة تحدث مع بعض الأشخاص خلال جلسة سمر على جريمتهما وهو ما أوصل الشرطة إليهما، وتم فتح المحضر مرة أخرى وبالعرض على النيابة العامة واجهت المتهمين بما أسفرت عنه التحريات والضبط فأقرا بصحتها وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.