التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، بمقر مجلس الوزراء بمدينة العلمين الجديدة، الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني؛ وذلك لاستعراض عدد من ملفات عمل الوزارة خلال المرحلة المقبلة.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء، بتأكيد مواصلة العمل على تنفيذ خطط تطوير التعليم التي تتبناها الدولة المصرية، وما يتضمنه ذلك من استكمال تطوير المناهج التعليمية، التي شهدت الفترة الماضية بدء تنفيذ خطواتها الأولية، مشيراً إلى جهود الحكومة في التوسع في إقامة المزيد من مدارس النيل، وكذا المدارس اليابانية، تعظيماً للاستفادة مما أفرزته تلك التجارب من نجاحات ملموسة.
وفي الوقت نفسه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، اهتمام الدولة بملف التعليم الفني، وحرصها الشديد على بذل المزيد من الجهود لتطويره، والنهوض بمستوى الخريجين، بما يواكب مستجدات العصر واحتياجات سوق العمل، بما يدعم قطاع الصناعة في مصر باعتباره قاطرة النمو للاقتصاد المصري.
وخلال اللقاء، أشار الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى ما عقده من اجتماعات ولقاءات، خلال الأيام الماضية، مع عدد من مسئولي الوزارات والجهات المعنية، وكذا القيادات التعليمية على مختلف المستويات؛ وذلك لبحث سبل الارتقاء بمختلف جوانب العملية التعليمية، مشيراً في هذا الإطار إلى الاجتماع الذي عقده مع مديري المديريات على مستوى الجمهورية؛ لمتابعة الاستعدادات الخاصة باستقبال العام الدراسي الجديد.
وفيما يتعلق بمسابقات المعلمين التي ينظمها حالياً الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، أشار الوزير إلى أن جميع المعلمين المجتازين لهذه المسابقة سيتم تدريبهم قبل بداية العام الجديد.
كما عرض وزير التربية والتعليم، خلال اللقاء، عددا من الملفات التي تضعها الوزارة على أجندة عملها، وذلك لخدمة أهداف العملية التعليمية بمختلف المراحل والصفوف الدراسية، والنهوض بها من أجل تحقيق مستهدفات الدولة في مجال التعليم بشكل عام؛ حيث استعرض الوزير كل ما يتعلق بـ"قنوات مدرستنا"، ومشروع مدارس مصر المتميزة، وكذا تدريب المعلمين، ومدارس النيل، والمدارس المصرية اليابانية، كما تطرق للحديث عمّا يخص المدارس المصرية الدولية، و"التوكاتسو" وتطبيقه في المدارس الحكومية، فضلا عن تسليط الضوء على ملفات أخرى تتعلق بالتعليم الفني، وغيرها من الموضوعات والملفات المهمة.
وفيما يتعلق بـ"قنوات مدرستنا"، أشار الدكتور رضا حجازي إلى أن الوزارة قامت بإنشاء ثلاث قنوات تعليمية، هي ( مدرستنا1، ومدرستنا 2، ومدرستنا 3)؛ وذلك بهدف تقديم تعليم متميز للطلاب من خلال برامج تعليمية متميزة، يتم عرضها من جانب نخبة من أكفأ المعلمين على مدار العام الدراسيّ.
أما فيما يخص مدارس مصر المتميزة، فتحدث الدكتور رضا حجازي عن أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز المهارات ونقل المعرفة، من خلال تطوير وتهيئة بيئة مدرسية للطلاب والمعلمين تساعدهم على الإنتاج بشكل أفضل، بجانب تحسين التعليم قبل الجامعي، وتوفير تعليم عالي الجودة يُلبي متطلبات العمل بكوادر بشرية متميزة ومؤهلة، وذلك من أجل مواكبة مسارات التنمية الشاملة التي تقوم بها الدولة المصرية في (الجمهورية الجديدة)، وفق توجيهات القيادة السياسية الخاصة بتطوير التعليم.
وفي هذا الإطار، لفت الوزير إلى أن مشروع مدارس مصر المتميزة بدأ بالمدارس التجريبية التي تنتشر بشكل كبير على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة التربية والتعليم، دشنت هذا المشروع الطموح من خلال التعاون مع عدد من الشركاء الوطنيين واستهلته بإحدى المدارس التجريبية الفرنسية بالسويس، كنموذج أوّلي ستسير على نهجه بقية المدارس الأخرى.
وقال وزير التربية والتعليم: يسير مشروع مدارس مصر المتميزة على خطين متوازيين، أولهما بنيوي يتعلق بتطوير المنشآت التعليمية ذاتها ومرافقها، ومراعاة النواحي الجمالية مما ينعكس إيجابا على الطلاب، أما الخط الثاني الذي أوضحه الوزير فيتعلق بالجانب الرياضيّ، والذي يتم من خلاله إضافة ملاعب لم تكن قائمة من قبل داخل المدارس، من أجل إحداث نوع من التكامل في توفير بيئة تعليمية رياضية صحية آمنة في تلك المدارس، تساعد الطلاب على التفوق.
وخلال اللقاء، تطرق الوزير إلى تدريب المعلمين، الذي يتم من خلال الأكاديمية المهنية للمعلمين؛ من خلال مجموعة من البرامج المتنوعة الهادفة، والتي من بينها البرامج الرقمية للترقي، وبرامج القيادات التربوية والإشراف التربوي، وبرامج تغيير المسمى الوظيفي، بجانب برامج أخرى خاصة باعتماد خدمات التنمية المهنية، فضلا عن برامج التنمية المهنية المستدامة لمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة، الجاري تنفيذها حاليا، بالتعاون بين الأكاديمية ووزارة الاتصالات، وغيرها من البرامج.
وحول مدارس النيل، أكد وزير التربية والتعليم، أن هناك خطة طموحة لزيادة أعداد هذه المدارس خلال المرحلة المقبلة، التي تدرس مناهج شهادة النيل الدولية المصممة من خلال التعاون مع هيئة كامبريدج للامتحانات، بحيث تكون منتشرة على مستوى الجمهورية، تنفيذا لتكليف السيد رئيس الجمهورية، لافتا إلى أن عدد الطلاب بالمدارس الحالي يبلغ 10 آلاف طالب.
وسلّط الدكتور رضا حجازي الضوء على التوسعات القائمة في مشروع المدارس المصرية اليابانية، حيث تستهدف الدولة وصول هذا النمط من التعليم إلى أكبر عدد من المستفيدين على مستوى الجمهورية.
إلى جانب ذلك، تحدث الوزير عن تنفيذ أنشطة " التوكاتسو" في جميع المدارس التي تطبق المنهج المصريّ الجديد، كما تطرق إلى موضوعات أخرى تتعلق بالحوار المجتمعي بين الوزارة والرأي العام بصفة عامة، وبين أصحاب المصلحة المرتبطين بالوزارة بصفة خاصة، وذلك لتقريب وجهات النظر بين واضعي السياسة التعليمية ومنفذيها.
وأفرد وزير التعليم جانبا من عرضه خلال اللقاء، للحديث عن خطة تطوير التعليم الفني، مؤكدا أن هذه الخطة تسير بخطى ثابتة، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة الاستمرار في إصلاح التعليم الفني في مصر، لدوره الكبير في تدريب الطلاب على مناهج مستحدثة تلائم سوق العمل، مستعرضا ما تم البدء في تنفيذه من خطط في هذا الشأن وصولا إلى التعاون مع كبار المستثمرين ورجال الأعمال في إنشاء 40 مدرسة تكنولوجية تطبيقية، وجار التوسع في هذه المدارس.