قد يظن البعض أن مصطلح راديو او موجات الراديو هي خاصة بما يتم سماعه من المذياع او الراديو فقط، لكن في الحقيقة فموجات الراديو من اهم الموجات التي تعتمد عليها تكنولوجيا الانسان في كل نواحية المعيشية والعلمية والتقنية واستخدام موجات الراديو أوسع واعم بكثير جدا من المذياع فقط وانها اى الخاصة بالمذياع هي جزء صغير جدا من الاستخدامات الهائلة لموجات الراديو.
وموجات الراديو هي موجات كهرومغناطيسية تقع ضمن الطيف الكهرومغناطيسي بطول موجي أعلى من الأشعة تحت الحمراء، اكتشفها جمي ماكسويل سنة 1865 وكان اكتشافها نقلة تكنولوجية نوعية في القرن العشرين، وتأتي هذه الموجات من خلال البرق والأجسام الفلكية أي أنها وليدة الطبيعة،
وسرعة موجات الراديو هي نفس سرعة الضوء وتبلغ 300 ألف كيلومتر/ثانية وتشمل استخداماتها أغلب الاتصالات اللاسلكية من هواتف محمولة وأقمار صناعية إلى شبكات الواي فاي والبلوتوث والاتصالات الفضائية.
كما تستخدم في نقل الصوت والصورة إلى مسافات بعيدة كالبث التلفزيوني العادي واتصالات الأقمار الصناعية المصورة، وتتعدد استخدامات الموجات الراديوية في مختلف المجالات فمنها ما يستخدم في البث الإذاعي بشقيّه الثابت والمتحرك، والملاحة، والاتصالات الخلوية، وتعتبر الموجات الراديوية وسيلة للاتصال برواد الفضاء، وضبط السيطرة على صواريخ الفضاء والتحكم بها.
ومع ظهور شبكة الإنترنت خصصت أجزاء من أمواج الراديو لبث الإنترنت لاسلكيًا وسميت النطاقات بـ 3G ،4G،GSM وتعتمد عليها الهواتف المحمولة في استقبال الإنترنت حاليًا، وتستخدم موجات الراديو أيضًا في التحكم عن بعد بالأشياء كالآلات والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية، وفي المجالات العسكرية كالتحكم بالصواريخ عن بعد والروبوتات العسكرية، وتم تصنيف موجات الراديو ضمن فئات بحسب التردد والطول الموجي، لتنظيم استخدامها وتجنب تداخلها.
وغيرت موجات الراديو منذ اكتشافها وجه العالم، فقد اختبر الإنسان لأول مرة التواصل المباشر عبر مسافات طويلة وبين الدول لاسلكيًا، وتوالت الابتكارات والاختراعات التي تستخدم نطاقات موجات الراديو في التكنولوجيا الحديثة كالهواتف النقالة وغيرها، وتعتبر موجات الراديو من الأدوات الأساسية التي حولت العالم إلى قرية صغيرة بل ووسعت من معرفتنا بالكون الهائل من حولنا.
