المادة المضادة هي عكس المادة العادية، وبمعنى أدق فإن الجسيمات دون الذرية للمادة المضادة لها عكس خصائص المادة الطبيعية وعكس شحنتها الكهربائية، والمادة المضادة من أكثر الأشياء ندرة في الكون، وهي مصنفة كواحدة من أخطر المواد في العالم.
واكتشاف هذه المادة يعود لعام 1928 عندنا تنبأ الفيزيائي البريطاني "باول ديراك" بوجود مادة مضادة من خلال معادلة رياضية انتهت بإجابتين أحدهما إيجابية والأخرى سلبية، وبعد خمس سنوات تم اكتشاف أول جسيم مضاد بواسطة الفيزيائي الأمريكي "كارل اندرسون"، والجسيم هو الكترون بشحنة موجبة سمي “بوزيترون”.
وبدأت طريقة اختبارها ودراستها في خمسينيات القرن الماضي حيث استخدمت مسارعات الجسيمات لدراسة واختبار الجسيمات المضادة، وفي الوقت الحالي يستخدم المركز الأوروبي للبحوث النووية CERN مصادم هادرون الكبير وهو مسرع جسيمات لإنشاء ودراسة الجسيمات المضادة، والمادة المضادة بلغة الأرقام (0.5 غرام منها = قوة القنبلة النووية التي استخدمت في هيروشيما) و(1.5 كيلو غرام = قوة أقوى سلاح نووي في العالم) و (10 غرامات كافية لنقل المركبات الفضائية للمريخ خلال شهر واحد فقط) و (2.5 كيلو طن = قوة الكويكب اصطدم بالأرض وتسبب بانقراض الديناصورات).
ورغم أن المادة المضادة تعتبر خطيرة جدًا إلا أن استخدامها بشكل إيجابي سيزود العالم بأفضل أنواع الوقود كفاءة، وسيحدث قفزة كبيرة لمفهوم صناعة الطاقة، ويواجه العلماء تحديان كبيران للحصول على المادة المضادة:
الأول: أنها تتدمر وتختفي تتحول الي ضوء بمجرد ملامستها للمادة الطبيعية وهذا يجعل الحفاظ عليها تحديًا صعبًا.
الثاني: إنشاء المادة المضادة مكلف جدًا حيث يبلغ سعر الجرام الواحد أكثر من 60 تريليون دولار.
وحتى الآن تم تحقيق أفضل نتيجة في الحفاظ على المادة المضادة لمدة 1000 ثانية فقط داخل المختبر، وصنعت بكميات قليلة جدًا تساوي تقريبًا 19 نانوغرام فقط تعادل 114000 دولار.