الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. صلاح عبدالصبور: الشعر يخاطب الوجدان ويعيد للإنسان توازنه

صلاح عبد الصبور
صلاح عبد الصبور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى البرنامج الإذاعى «حديث الذكريات» الذى تقدمه المذيعة أمينة صبرى،على الإذاعة المصرية، استضافت الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، لمناقشته حول آرائه وذكرياته وأفكاره.
قال الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور: إن حياته هى الشعر، وإن صورة الكون تغيرت فى نظر الإنسان بفضل التطور العلمى، فأصبحت السماء غير السماء والقمرغير القمروالأرض غير الأرض، والوردة غير الوردة، وأن العلم أعطى لنا صورة مختلفة عن الصورة التى يعطيها لنا الشعراء، جعل الوردة عملية نمو من جملة أشياء من طين الأرض وضوء الشمس وتكوينات من الألوان تتم نتيجة تفاعلات كيمائية.
وجعل القمر عبارة عن حجر ملىء بالتجاويف، وكل هذه الأشياء تغيرت، وكان فى ذهن الإنسان مثلا أن الشاعر القديم عندما وصف حبيبته بالقمر فى تصوره بأنه قرص معلق فى السماء، إلا أننا نعلم أن القمر عبارة عن سطح بارد حجرى، وأن ضوءه انعكاس لأشعة الشمس، لكن فى الأخير ليس هذا للعلم ولا اضطراب فى الحياة يستطيع أن يحجب الشعر عن الإنسان فى الحياة، لأن هناك منطقة فى نفس الإنسان لا يخاطبها إلا الشعر ألا وهى المنطقة الوجدانية، لأن الإنسان عالم كبير.
وأضاف: يظل الشعر وسيلة لحفظ التوازن للإنسان، لأن الإنسان دائمًا يلجأ إلى ركن هادئ أو إلى قطعة موسيقية يحبها وإلى صديق يألفه وإلى قصيدة يقرأها فتنقله من مضطرب إلى عالم آخر أهدأ وجميل.
أما أنا فابن الريف، وأعتبر النقلة الأساسية والرئيسية فى حياتى هى ذهابى إلى القاهرة أثناء دخولى الجامعة عام ١٩٤٧، قبل ذلك كنت أعيش فى مدينة الزقازيق، وأمشى وأخرج وأنا صغير فى الريف والقرى المجاورة مع أصدقاء المدرسة، كنت أقرأ عن البحار والأنهار، وارتبطت بالريف لأن أهلى به، وبعد ما كبرت خرجت للقاهرة وكانت بالنسبة لنا الخروج من العالم الضيق إلى العالم الواسع.
وتابع: كان اهتمامى بالأفكار أكثر من اهتمامى بالمشاهد، وأحببت القاهرة جدًا وسافرت خارج البلاد، وعند رجوعى أشتاق لها كأنى أقابل حبيبا أو صديقا، روحى متعلقة بالقاهرة القديمة بأحيائها وصورة ما زالت فى ذهبى من باب الشعرية للحسين مرورا بالجمالية. فى صبايا كنت أحب الكلام الذى أقرأه مثل قصائد المتنبى أو غيره، وتركيزى كان قويا وذاكرتى فى جدول الضرب كانت صعبة من غير دراسة وبدأت بتقليد النماذج من كتاب المطالعة، والمنتخب من أدب العرب وغيره.