قال وزير الطاقة البلغاري روسين خريستوف، إن بلاده قد تخسر مليارات الدولارات إذا لجأت للتحكيم ضد شركة غازبروم الروسية التي أوقفت عمليات تسليم الغاز الطبيعي إلى بلغاريا في نهاية أبريل الماضي، بعدما رفضت الأخيرة الدفع بالروبل وعلى الرغم من العقد الملزم للشركة الذي ينتهي بحلول نهاية عام 2022.
ونقلت شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية وأوراسيا عن خريستوف قوله، في بيان أصدره، إن إبرام عقد مع غازبروم يتضمن خيار "خذ أو أدفع"، والذي بموجبه تكون الدولة ملزمة بشراء ما لا يقل عن 80 في المئة من الكمية السنوية من الغاز، مشيرا إلى أن البلاد استخدمت مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي منذ بداية العام الحالي وقد تضطر لدفع 1.4 مليار متر مكعب أخرى.
وأضاف أنه إذا لم تستخدم البلاد الكمية المتبقية فمن الممكن أن تتوجه لطلب التحكيم بين الطرفين وهو ما يمثل مخاطرة مع احتمال خسارة مليارات الدولارات، موضحا أن ذلك يعتبر سببًا إضافيًا لسعي حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها غالاب دونيف لاستئناف عمليات التسليم.
وقال خريستوف إن سعر غاز غازبروم قريب من سعر الغاز الذي تبيعه أذربيجان وهو أقل بنسبة 50 في المئة مقارنةً بالغاز الطبيعي المسال الذي كان يمكن للبلاد الحصول عليه من الولايات المتحدة.
وجاءت تصريحات خريستوف بعد أن قررت الحكومة بدء مفاوضات مع الشركة الروسية بشأن تجديد الإمدادات، وقد أيد هذا القرار وزير الدفاع المؤقت ديميتار ستويانوف، رغم الاحتجاجات الحاشدة من جانب الرأي العام والخبراء ضد هذا القرار.
ويقول الخبراء إن شركة غازبروم هي التي توقفت عن الوفاء بالتزاماتها بموجب العقد المبرم مع بلغاريا وأن الأخيرة لديها أسباب لرفع دعوى تحكيم ضد الشركة الروسية والفوز بالقضية، في حين أنه إذا بدأت بلغاريا محادثات مع غازبروم بشأن استئناف عمليات التسليم، فستفقد البلاد إمكانية الفوز في أي قضية تحكيم ترفعها.
واحتج الآلاف على خطة الحكومة للجوء إلى موسكو للحصول على الغاز، حيث طالب الاحتجاج الثالث، الذي يعتبر الأكبر حتى الآن، الحكومة بالتخلي عن فكرة المحادثات مع شركة غازبروم، متهمين إياها بالخيانة الوطنية.
وكان خريستوف قد قال وقت سابق من أغسطس الجاري إن المحادثات مع جازبروم "حتمية"، بعد أن قررت الحكومة التخلي عن شراء ست ناقلات من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي التي وافقت عليها حكومة كيريل بيتكوف السابقة.
زعمت حكومة دونيف أنها غير قادرة على تأمين فتحات لتفريغ الناقلات، إلا أن الخبراء أكدوا أن اليونان يمكن أن توفر مصدرا للفتحات والتفريغ.