قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد) الذي تنظمه الحكومة اليابانية منذ عام 1993، بهدف تسريع الحوار السياسي والاقتصادي بين الفاعلين في أفريقيا والشركاء ورفع التحديات التي تواجهها القارة، وأيضا بهدف أن تكون اليابان شريك لإفريقيا.
وأضاف السيد في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" ، يعد هذا المؤتمر حدث تاريخي يجمع اليابان والدول الافريقية لتحقيق التنمية في افريقيا و تضافر الجهود الدولية لتحقيق التنمية بدول القارة الإفريقية، بما يعود بالنفع على شعوبها التي تعاني أزمات معيشية طاحنة وعجز في توفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية التي تعين على سبل العيش خاصه بعد ازمه فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية التي نتج عنها أزمة طاقه و ازمة غذاء يعاني منها كثير من دول العالم، خاصه الدول الإفريقية.
وأوضح أن المؤتمر يعقد في دورته الثامنة في تونس بمشاركه أغلب الدول الأفريقية وإن كان هناك غياب لدول (المغرب و غينيا بيساو) لأسباب سياسية وقد شارك أيضا في المؤتمر منظمات إقليمية ودولية، و20 شخصية ما بين رؤساء دول ورؤساء حكومات والمفوضية الإفريقية ومنظمة الأمم المتحدة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والبنك الافريقي والبنك الدولي ومنظمات اقتصادية دولية.
وتناقش القمه أولويات التنمية في إفريقيا لمرحلة ما بعد جائحة كورونا"، وتنقسم الي ثلاثة محاور أساسية ، تتمثل في (تحقيق نمو مستدام وشامل مع الحدّ من التفاوت الاقتصادي, و الوصول الي مجتمع مستقر ومرن قوامه الأمن الإنساني، و بناء سلم واستقرار مستدامين من خلال دعم المجهودات الذاتية لإفريقيا).
وأضاف الخبير الاقتصادي، كانت القمة السابعة للتيكاد قد عقدت بمدينة يوكوهاما اليابانية خلال الفترة من 28 – 30 أغسطس 2019 تحت شعار “دفع التنمية الأفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا والابتكار.
وأوضح السيد ، أن تمويل القطاع الخاص في أفريقيا بمبلغ 20 مليار ين، الذي تم الإعلان عنه في قمة "تيكاد 7" واستغرق حوالي الثلاث سنوات الماضية.
وفي “تيكاد 8” الذي يعقد حاليا في تونس، تم الإعلان عن زيادة دعم الدول الإفريقية بـ 30 مليار دولار على 3 سنوات قادمة، و ذلك في عدة مشروعات من بينها النمو الأخضر والصحة والتعليم والموارد البشرية والزراعة والتشجيع على الاستثمار خاصة بالنسبة للشركات الناشئة.
تم عرض 82 مشروعا بقيمة تبلغ 2.7 مليار دولار ، بالإضافة الي قيام اليابان علي اعلان تقديم دعم غذائي في حدود 130 مليون دولار للأمن الغذائي.
وأكد السيد ، أنه لاشك أن هذا المؤتمر يعد خطوة جادة لدعم العلاقات اليابانية الأفريقية ، وخطوة لتنفيذ الاستثمارات اليابانية في أفريقيا، كما انه يمثل فرصه استثمارية ودبلوماسية كبيرة للقارة السمراء، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية نتيجة التداعيات الممتدة من جائحة فيروس كورونا، وتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى أزمة التضخم التي تضرب العالم حاليا.
كما أكد عبد المنعم السيد، على أهمية دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاديات الناشئة ومنها “مصر”، وعلي مصر تقديم اكثر من مشروع وملف اقتصادي للحصول علي الدعم والتمويل المقدم من الجانب الياباني. مضيفا، أن هذا المؤتمر فرصة لدعوة اليابان لتنفيذ المنطقة الصناعية اليابانية في منطقه محور قناه السويس والتي تم الإعلان عن إقامتها في وقت سابق.
