أنشأت مصر أول وحدة بنك حيوي (Bio Bank) أوتوماتيكيًا بالكامل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا داخل مركز البحوث الطبية والطب التجديدى للقوات المسلحة، وذلك بالتعاون مع شركتي "أسكيون" الألمانية، و"ميرا لاب" المصرية.
تتمثل أهمية وحدة البنك الحيوي، في قدرته على حفظ وتخزين جميع أنواع العينات المستخدمة في البحث العلمى لسنوات طويلة، مما يسهم في تسهيل عملية دراسة العينات الحيوية دون الخوف من تلفها، بما يعد إنجازًا جديدًا للقيادة السياسية الحريصة على الارتقاء بمنظومة البحث العلمى في ظل الجمهورية الجديدة.
يأتي ذلك في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتنفيذ مشروع الجينوم المرجعي للمصريين، والذي تم الإعلان عنه في مارس 2021، حيث يعد هذا المشروع القومي هو أحد أعظم أعمال الاستكشاف في التاريخ ولا يضاهيه أي كشف علمي تم على مر العصور، ويمثل أعظم رحلة استكشاف داخل أعقد المخلوقات "الإنسان" من أجل كشف أسرار الجسد البشري.
يهدف مشروع الجينوم البشري، إلى إنشاء مرجعية جينية أساسية للمصريين تساهم في التقدم الصحي في مجال الجينات، وتؤسس مبادئ العلاج الشخصي والعلاج الدقيق وكذلك العلاج الجيني، ووضع مصر في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، ونظرا لما يحظى به المعرض الدولي EXPO DUBAI 2020 من شهرة عالمية كونه منصة دولية ضخمة تستقطب جموع المهتمين بمختلف المجالات من الهيئات البحثية والصناعة والقطاع الخاص والتأسيس لشراكة عربية عربية فى بحوث الجينوم البشري، والتي ظهرت جلية من خلال مشاركة أهم الهيئات المهتمة بأبحاث الجينوم في مصر والإمارات الشقيقة فى تنظيم الحدث وحشد جموع العلماء والمختصين في علوم الجينوم من مصر والعالم والقائمين والمنفذين لمشروع الجينوم المصري للإعلان دوليًا عن مشروع الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين.
تفاصيل المشروع
يعد مشروع الجينوم، هو أكبر مشروع علمي في تاريخ مصر الحديثة، حيث أطلقت وزارة التعليم العالي، المبادرة الخاصة بهذا المشروع ممثلة في أكاديمية البحث العلمي بالتعاون مع وزارات الدفاع والصحة والاتصالات، وأكثر من 15 جامعة ومركزًا بحثيًّا ومؤسسة مجتمع مدني، ومن المتوقع الانتهاء منه بداية عام 2025 بتكلفة 2 مليار جنيه، وأعدت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المشروع وخطته التنفيذية يونيو 2020، بهدف رسم خريطة جينية مرجعية للمصريين، لعلاج الأمراض المختلفة وتحديد العوامل الجينية المؤثرة في الاستجابة لأسباب الأوبئة.
يعتبر المشروع، العمود الرئيسي لأي منظومة صحية متطورة، ومن المتوقع أن تتنوع عوائد البرنامج ما بين نشر علمي في أكبر الدوريات العالمية، وتحسين منظومة الصحة العامة والرعاية الصحية، وتنمية العلوم الطبية، وتنمية صناعات جديدة، فضلًا عن خلق فرص عمل في مجالات جديدة، ورفع القدرة على تقديم خدمات الجينوم في مجالات الرعاية الطبية داخل مصر، بالإضافة إلى خفض تكلفة الرعاية الطبية، وتحسين جودة حياة المصريين، ورسم خطط صحية وقائية، وفتح الباب لتطبيق العلاج الجيني في الأمراض المستعصية داخل مصر، وتطبيق الوراثة الدوائية في العلاج، وفتح الباب لتطوير وتوطين الصناعات المرتبطة بالجينوم في مصر لتكون مقر لها في أفريقيا، وتأصيل تصميم الأدوية بما يتلاءم والمحددات الجينية للمصريين.
كما يهدف المشروع أيضًا لدراسة الجينوم المرجعي للقدماء المصريين، والجينات المتعلقة ببعض الأمراض الشائعة في مصر، مثل: أمراض القلب والأورام والأمراض الوراثية، وتم اختيار مركز البحوث والطب التجديدي التابع لوزارة الدفاع مقرا للمشروع، بمشاركة علمية من الجامعات والمراكز البحثية المصرية ومعاهد وزارة الصحة ذات الخبرة في علم الجينوم، بموجب اتفاقية تعاون ثلاثية بين الأكاديمية ومركز الطب التجديدى بوزارة الدفاع والجهات المنفذة، وسيصبح المركز منارة لكل الباحثين المهتمين بأبحاث الجينوم داخل مصر وخارجها، ويسهم في رفع قدرات الباحثين وبناء كتلة حرجة من العلماء المصريين في هذا المجال الهام، فضلًا عن إتاحة الفرصة لدراسة العينات داخل مصر دون الحاجة للإفصاح عن أي بيانات تتعلق بالأمن القومي المصري.