أثارت تصريحات الدكتورة هبة قطب، استشاري العلاقات الأسرية، خلال حوارها مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج «الحكاية» والمذاع عبر قناة «ام بي سي مصر»، الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، ورجال الدين، بأن هناك رجال يشاركون زوجاتهم في دخول المطبخ والطهي كمشاركة بين الزوجين، وأنه لا يوجد سند شرعي أو قانوني يجبر المرأة على الالتزام بالطهي لزوجها دون مشاركة أو تبادل للأدوار، متابعةً: «مفيش حاجة بتقول إن الست تطبخ والراجل لا، فيه سيدات يشترطن على الرجال الطبخ زيهم تماما».
رد الدكتور علي الأزهري، عضو هيئة تدريس بجامعة الأزهر، علي هذه التصريحات قائلًا: من أي مكان أحضرت هذه الفتوىٰ الطازجة ؟، إليكِ قول سيدتنا أسماء بنت سيدنا الصديق رضي الله عنهما: "تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وما له في الأرْضِ مِن مالٍ ولا مَمْلُوكٍ، ولا شَيءٍ؛ غيرَ ناضِحٍ وغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أعْلِفُ فَرَسَهُ، وأَسْتَقِي الماءَ، وأَخْرِزُ غَرْبَهُ، وأَعْجِنُ، ولَمْ أكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وكانَ يَخْبِزُ جاراتٌ لي مِنَ الأنْصارِ، وكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وكُنْتُ أنْقُلُ النَّوَىٰ مِن أرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتي أقْطَعَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ عَلَىٰ رَأْسِي، وهي مِنِّي عَلَىٰ ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا والنَّوَىٰ عَلَىٰ رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ ومعهُ نَفَرٌ مِنَ الأنْصارِ، فَدَعانِي، ثُمَّ قالَ: إخْ إخْ؛ لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فاسْتَحْيَيْتُ أنْ أَسِيرَ مع الرِّجالِ، وذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وغَيْرَتَهُ، وكانَ أغْيَرَ النَّاسِ، فَعَرَفَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ أنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ، فَمَضَى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلتُ: لَقِيَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ وعلَىٰ رَأْسِي النَّوَىٰ، ومعهُ نَفَرٌ مِن أصْحابِهِ، فأناخَ لِأرْكَبَ، فاسْتَحْيَيْتُ منه وعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فقالَ: واللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَىٰ كانَ أشَدَّ عَلَيَّ مِن رُكُوبِكِ معهُ، قالَتْ: حتَّىٰ أرْسَلَ إلَيَّ أبو بَكْرٍ بَعْدَ ذلكَ بخادِمٍ تَكْفِينِي سِياسَةَ الفَرَسِ، فَكَأنَّما أعْتَقَنِي". رواه الإمام البخاري والإمام مسلم.
وأضاف "الأزهري": أن العرف من قواعد الشرع الشريف، طالما لم يحل حرامًا ولم يحرم حلالًا، وقد جرىٰ العرف علىٰ كون المرأة تقوم بأعباء المنزل، والرجل عليه الكد من أجل توفير المال للنفقة. متىٰ يُلزم الرجل بإحضار خادمة، كونه غنيًا، كون زوجته لا تستطيع القيام بأعباء المنزل، وقد كانت ابنة خير الخلق سيدتنا فاطمة رضي الله عنها تقوم بخدمة البيت كله، كما في الحديث الصحيح عن سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنَّ سيدتنا فاطِمَةَ عليهما السَّلامُ شَكَتْ ما تَلْقَى في يَدِها مِنَ الرَّحَىٰ، فأتَتِ سيدنا النبيَّ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ تَسْأَلُهُ خادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ، فَذَكَرَتْ ذلكَ لِعائِشَةَ، فَلَمَّا جاءَ أخْبَرَتْهُ، قالَ: فَجاءَنا وقدْ أخَذْنا مَضاجِعَنا، فَذَهَبْتُ أقُومُ، فقالَ: مَكانَكِ فَجَلَسَ بيْنَنا حتَّىٰ وجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَىٰ صَدْرِي، فقالَ: ألا أدُلُّكُما علَى ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلىٰ فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ وعَنْ شُعْبَةَ، عن خالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قالَ: التَّسْبِيحُ أرْبَعٌ وثَلاثُونَ.
ولفت عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أنه كم يتمنىٰ من الدكتورة هبة قطب، الالتزام بتخصص الثقافة الجنسية بعيدًا عن الدين، الدين له أهله، موجهًا لها رسالة، "اتقِ الله في نفسك، سامح الله من فتح لكن الباب للتحدث في دين الله بغير علم"، ولا يوجود سند شرعي يسمح للمرأة أن تتحدث بهذه الجرأة في الأمور الجنسية، ولا تقدم نصائح للرجال، وسيدنا النبي صلىٰ الله عليه وسلم، ففي الحديث الصحيح عن سيدتنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النبيَّ صَلَّىٰ اللَّهُ عليه وسلَّمَ كيفَ تَغْتَسِلُ مِن حَيْضَتِهَا؟ قالَ: فَذَكَرَتْ أنَّه عَلَّمَهَا كيفَ تَغْتَسِلُ. ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مِن مِسْكٍ فَتَطَهَّرُ بهَا. قالَتْ: كيفَ أتَطَهَّرُ بهَا؟ قالَ: تَطَهَّرِي بهَا سُبْحَانَ اللهِ! واسْتَتَرَ، وأَشَارَ لَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بيَدِهِ علَى وجْهِهِ، قالَ: قالَتْ عَائِشَةُ: واجْتَذَبْتُهَا إلَيَّ وعَرَفْتُ ما أرَادَ النبيُّ صَلَّىٰ اللَّهُ عليه وسلَّمَ. فَقُلتُ: تَتَبَّعِي بهَا أثَرَ الدَّمِ. وَقالَ ابنُ أبِي عُمَرَ في رِوَايَتِهِ: فَقُلتُ: تَتَبَّعِي بهَا آثَارَ الدَّمِ". متفق عليه، فهذا حياء سيدنا النبي صلَّىٰ الله عليه وسلم منعه من الخوض في الحديث مع المرأة التي جاءت تسأل عن الحكم الشرعي، ووضحت لها امرأة مثلها هي أمنا أم المؤمنين رضي الله عنها.