عبر الكاتب البريطاني جوليان بورجر عن اعتقاده أن فشل المباحثات التي عقدت مؤخرا بين الأمم المتحدة وروسيا في التوصل لاتفاق بشأن الحد من انتشار السلاح النووي، يمثل ضربة قاصمة لجهود منع سباق التسلح على مستوى العالم.
وأشار الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن فشل المفاوضات يرجع إلى اعتراض روسيا على فقرة داخل اتفاقية منع انتسار السلاح النووي بخصوص الجهة المسؤولة عن إدارة محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا؛ ما ينذر باشتعال سباق التسلح على مستوى العالم.
ويوضح الكاتب أن المفاوضات التي شارك فيها ما يقرب من 150 دولة داخل الأمم المتحدة على مدار أربعة أسابيع كانت تهدف إلى تعزيز اتفاقية منع انتشار السلاح النووي، إلا أنها باءت بالفشل بسبب اعتراض روسيا على فقرة تؤكد أهمية تبعية محطة زاباروجيا النووية للجانب الأوكراني وليس الروسي.
ويشير الكاتب إلى أن أجراس الخطر بدأت تدق يوم الخميس الماضي بعد أن تعرضت المحطة النووية للقصف مما أدى إلى قطع التيار الكهربي عنها لعدة ساعات وفصلها عن الشبكة القومية للكهرباء في أوكرانيا، إلا أن الجهود التي بذلها الفنيون داخل المحطة لتشغيل المولدات البديلة أنقذت قارة أوروبا والعالم بأسره من كارثة تسرب إشعاعي.
ويستطرد الكاتب بقوله إن الوفد الروسي للمباحثات الأممية ألقى باللوم في فشل المفاوضات النووية على أوكرانيا والدول التي توفر لها الحماية وتدافع عن مواقفها واصفًا المفاوضات بأنها "لعبة من جانب واحد".
ويقول الكاتب إن الوفد الروسي كان المشارك الوحيد في المفاوضات الذي أبدى اعتراضه على الفقرة الخاصة بمحطة زاباروجيا وأنه انسحب من قاعة المباحثات بعد إلقاء البيان الروسي في الجلسة العامة للمفاوضات.
ويوضح الكاتب أن معاهدة الحد من الانتشار النووي تم التوصل إليها عام 1968 والتي بمقتضاها تعهدت الدول التي تمتلك السلاح النووي أن تعمل على الحد من انتشاره، بينما تعهدت الدول التي لا تملك سلاحًا نوويًا ألا تسعي لامتلاكه في المستقبل.
ويضيف الكاتب أن المؤتمر الذي عقد مؤخرًا في الأمم المتحدة - والذي يعقد كل خمس سنوات لمراجعة الاتفاقية - هو الثاني من نوعه الذي يبوء بالفشل في التوصل لاتفاق يضمن الالتزام بأهداف اتفاقية منع الانتشار النووي على مستوى العالم.
وينوه الكاتب بتصريحات ساره بيدجوود مديرة برنامح أوراسيا لمنع الانتشار في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي التي تشير فيها إلى مدى تأثير الحرب في أوكرانيا على التوصل لاتفاق بشأن منع الانتشار النووي، مؤكدة أنه حتى في اللحظات الحرجة أيام الحرب الباردة كانت الفرصة قائمة للتوصل لاتفاق في هذا الخصوص.
وتشير بيدجوود، كما يقول الكاتب، إلى أن ما شهدناه في الجلسة العامة للمباحثات داخل الأمم المتحدة لا ينذر بالخير فيما يخص مستقبل الدبلوماسية النووية بما فيها جهود الحد من التسلح.