ليس لديها وقت للراحة، تتدرب كرة قدم نهارًا وكرة يد ليلًا، تثابر وتكافح كثيرًا من أجل التميز وصناعة الذات، لا تكتفى بالبطولات والإنجازات، وخطفت الأنظار إليها باعتبارها رياضية بروحين ونموذجا فريدا فى الرياضة المصرية.. إنها نصرة عيد عبدالملك، التى تحدثت إلى «البوابة نيوز» عن رحلتها مع الفريق النسائى بنادى وادي دجلة، الذى تلعب له كحارسة مرمى، كما تعد قائدة الفريق الأول لكرة اليد سيدات بالنادى الأهلى.
«نصرة»، موهبة استثنائية فى عالم الرياضة، كونها تمارس رياضتين؛ كرة القدم وكرة اليد فى آن واحد، دون تقصير أو انحياز لواحدة دون الأخرى، جعلتها واحدة من الركائز الأساسية للمنتخب الوطنى فى اللعبتين، حيث تعتبر نفسها أول فتاة مصرية تشارك فى لعبتين جماعيتين فى نفس الوقت، وأكدت أنها تدفع ثمن هذا التميز بالمشقة وبذل الجهد المضاعف.
وعن ممارستها لرياضتين فى الوقت ذاته، قالت «نصرة»، لا توجد أى لوائح قانونية تمنعها من الجمع بين اللعبتين، لا سيما عشقها لهما منذ طفولتها، حيث تشارك مع الأهلى كلاعبة يد باسم نصرة عيد الملك، ومع وادي دجلة كحارسة مرمى باسم إلهام عبدالنعيم، إذ إنها تخوض منافسات كرة القدم وكرة اليد مع الناديين منذ 10 سنوات.
وأشارت «نصرة» فى حديثها، إلى صعوبة ممارسة الرياضتين، ولكن من حسن حظها، أن مباريات كرة القدم تقام أيام الجمعة، ومباريات كرة اليد تقام أيام السبت، ولذلك لا يوجد أى تعارض بينهما، وحينما يصادف تعارض بين مباريات اللعبتين، فإنها تختار كرة اليد، أما ما يتعلق بالتدريبات بين اليد والقدم، فيوجد تنسيق تام فيما يخص تدريبات الأهلى ووادى دجلة.
ولفتت «نصرة» الأنظار إليها، عندما سلط الحساب الرسمى للاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف»، الضوء على تصدياتها مع فريق وادى دجلة، خلال النسخة الأولى من بطولة دورى أبطال أفريقيا للسيدات، فى المسابقة التى ودع فيها الفريق الدجلاوى منافسات البطولة حينما فشل فى تخطى دور المجموعات، بعد احتلاله المركز الثالث فى المجموعة الأولى والتى تأهل متصدرها ووصيفه إلى الدور نصف النهائى، إذ أقيمت النسخة الأولى لبطولة دورى أبطال أفريقيا للسيدات فى مصر بنظام التجمع فى نوفمبر الماضى، حيث شارك دجلة فى البطولة كممثل وحيد لمصر باعتباره صاحب الضيافة.
وعن بطولة الموسم الحالي؛ عبرت «نصرة» عن سعادتها العارمة بتأهل وادى دجلة للمرة الثانية على التوالى، لكى يواصل فريقها زعامة كرة القدم النسائية فى القارة السمراء، وتحقيق إنجازات مشرفة تليق بالرياضة المصرية، حيث صعد رفقاء إلهام عبدالنعيم لدورى أبطال إفريقيا للسيدات بعد فوزهن على كل من: بنك الإسكان التونسى وآفاق غليزان الجزائرى بتصفيات منطقة شمال أفريقيا، ليتربع الفريق الدجلاوى على صدارة المجموعة بست نقاط.
وأكدت «نصرة»، أن فرحتها بالصعود للبطولة هذا العام لا توصف؛ بسبب أن دجلة لم يصعد للمربع الذهبى وخرج من دور المجموعات فى النسخة الماضية، وقالت إنه كان يجب إثبات أحقية الفريق فى المشاركة بدورى الأبطال 2021، وكان الأهم ألا يقال عليهن فريق الدولة المستضيفة للبطولة، خاصة أن دجلة لم تشارك فى التصفيات.
وأضافت حارسة المرمى، أن الفريق ركز بكل قوة فى هذه البطولة للصعود مرة ثانية؛ لكى لا يقال إنهن لعبن فقط بالمسابقة لمجرد استضافة دورى أبطال أفريقيا للسيدات، وتابعت أن بطولة مثل بطولة منطقة شمال أفريقيا ومبارياتها، تعطى لهن مزيدًا من الاحتكاك القوى، باعتبار أن مواجهتهن لفرق شمال أفريقيا أمرا مفيدًا وجيدًا بشكل كبير لهن.
وواصلت «نصرة» حديثها عن فرحة الصعود، مشيرة إلى أن الأهم من الوصول للهدف والاستمرار فى تقديم عروض مميزة والأداء الجيد، هو الحفاظ عليه لمدة طويلة، وأردفت: «الحمد لله ربنا كرمنا وصعدنا ونقدر نعمل حاجة فى البطولة».
وكانت اللاعبة «نهى الصلح» قد تصدرت جدول الهدافات فى التصفيات بعد تسجيلها أربعة أهداف، هدفين فى مرمى آفاق غليزان الجزائرى، وهدفين فى شباك بنك الإسكان التونسى، كما تعد الهدافة المصرية إحدى الركائز الأساسية للفريق، لا سيما أنها صاحبة أول هدف فى تاريخ دورى أبطال أفريقيا للسيدات فى نسخة العام الماضى.
وردًا على سؤال: هل كنت تتوقعين تسجيل نهى الصلح لأربعة أهداف؟ قالت «نصرة»: "بالطبع كنت أتوقع"؛ مشيرة إلى أن نهى الصلح من اللاعبات المميزات فى مصر، مع شقيقتها التوأم جيهان، وأنها تتمنى لها أن تحترف خارج مصر، لكن ظروفها الدراسية حالت دون ذلك.
وأضافت «نصرة»: أنها تتوقع لـ«نهى» مستقبلا كبيرا فى عالم سيدات كرة القدم، حيث إنها رفقة توأمها جيهان الصلح، يحملان الجنسيات المصرية والإيطالية واللبنانية فهما من أم إيطالية وأب يحمل الجنسيتين اللبنانية والمصرية، ويتبقى لهما عامان فى الجامعة، وتفكران فى السفر إلى إيطاليا؛ للخضوع لاختبارات الأندية هناك.
نصرة عيد عبدالملك: وادي دجلة قادر على التتويج بدوري أبطال أفريقيا
واستطردت، بأن فريق وادى دجلة قادر على التتويج ببطولة دورى أبطال أفريقيا هذا العام؛ لأن النادى يدعم الفريق بشكل كبير مع وجود إمكانيات مدعومة بمنظومة متكاملة تدعم الفرق من البراعم حتى الفريق الأول، كما أن النادى يهتم بالكرة النسائية، بالدعم المتواصل من المهندس هاني فؤاد، أمين صندوق النادي وعضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة وادي دجلة، المشرف العام على قطاع كرة القدم النسائية بالنادى، الذى يهتم بكل التفاصيل التى تخص شأن الكرة النسائية بالنادى.
لكن «نصرة» ترى أن الأهم هو الحصول على خبرات مثل التى حصل الفريق عليها فى العام الماضى، ولذلك فإن الفريق قادر على تحقيق ميدالية فى بطولة 2022، المقرر إقامتها فى شهر أكتوبر المقبل بالمغرب، وهذا هو شغلهن الشاغل وتركيزهن منصب على تحقيق مركز متقدم.
وتطرقت إلى القول بأن فريق صن داونز الجنوب أفريقى أقوى الفرق فى أفريقيا بجانب الجيش الملكى المغربى، مضيفة أن لديها نية فى الاحتراف الخارجى خارج الوطن، سواء على مستوى كرة اليد أو القدم، كما تطمح خلال الفترة المقبلة، فى الحصول على لقب بطولة دورى أبطال أفريقيا للسيدات مع وادى دجلة.
ومن إنجازات حارسة مرمى وادى دجلة، حصولها مع فريقها الحالى على لقب دورى السيدات للنسخة الثالثة عشرة فى تاريخ النادى والثانية على التوالى، كما فازت رفقة الفريق بكأس مصر للسيدات موسم 2021-2022 للمرة السابعة، بالإضافة إلى مشاركتها مع المنتخب المصرى للكرة النسائية فى بطولة أمم أفريقيا بالكاميرون عام 2018.
أما عن كرة اليد؛ فقد توجت «نصرة» بالعديد من البطولات مع الأهلى، أبرزها الثلاثية التى حققتها فى الموسم قبل الماضى، كما يصل عدد بطولاتها إلى 20 بطولة كأس ودورى مع فريق الأهلى لكرة اليد، رغم حسم الفريق الأول لسيدات اليد بنادى الشمس لقب دورى العمومى للسيدات للموسم المنصرم، وذلك بعد الفوز على الأحمر بنتيجة 26-21.
نصرة عيد عبدالملك: الأهلي هو كل طموحي
ويظل النادى الأهلى هو كل طموح «نصرة» على حسب قولها؛ ويأتى ذلك الطموح باعتبارها فردًا من أفراد عائلة أهلاوية، من المهد إلى اللحد، حيث تنتمى لأسرة رياضية إذ أن شقيقتها الأكبر مروة عيد عبدالملك، هى أفضل لاعبة فى الدورى الفرنسى لكرة اليد فى الموسم الماضى مع نادى نيس، وكانت لاعبة بصفوف الأحمر قبل احترافها.
كما أن الشقيقة الكبرى حنان عبدالملك هى عضو الجهاز الفنى لفريق كرة اليد النسائية، وكل من الشقيقات الثلاث كانت كل واحدة منهن قائدة لفريق كرة اليد بالنادى الأهلى وكان الرقم 10 رفيقًا للثلاث شقيقات فى كفاحهن من أجل القلعة الحمراء.