شهدت بعض المناطق فى قارة أوروبا انخفاضًا ملحوظًا فى مستويات مياه الأنهار والبحيرات خلال الأسابيع الأخيرة، ما لم يحدث فى هذه القارة منذ قرون، وبعد أسابيع من موجة الجفاف الشديد التى شهدتها قارة أوروبا، وأدت إلى انخفاض المياه فى أنهار القارة وبحيراتها إلى مستويات قياسية، أصبحت ظاهرة الجفاف، واحدة من أبرز علامات تغير المناخ فى وسط أوروبا.
ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن العديد من العلماء حذروا بأن موجة الجفاف التى تتعرض لها أوروبا حاليًا قد تستمر حتى شهر نوفمبر المقبل.
ونقلت الصحيفة تقريرا صدر عن مركز الأبحاث المشتركة التابع للاتحاد الأوروبى أشار إلى أن ما يقرب من نصف دول الاتحاد الأوروبى لا تزال تعانى من ظروف الجفاف ومن المتوقع أن يظل الطقس أكثر سخونة وجفافًا حتى نوفمبر المقبل ما يزيد المخاوف بشأن نقص المحاصيل وإمدادات الطاقة فى قارة تضررت من انخفاض كبير فى تدفقات الغاز من روسيا.
ونقلت الصحيفة عن مفوضة البحث والابتكار بالاتحاد الأوروبى «ماريا جابرييل» قولها:» إن موجة الجفاف الشديدة وموجات الحر المتتالية تسببت فى ضغط غير مسبوق بشأن مستويات المياه فى الاتحاد الأوروبى بأكمله، ونحن نلاحظ حاليًا موسم حرائق الغابات وهو أعلى من المتوسط ما تسبب فى تداعيات وخيمة على إنتاج المحاصيل».
تشير التحذيرات إلى أن الجفاف يؤثر حاليًا على نحو ٦٠٪ من الأراضى الأوروبية، وفقًا لـ«مرصد الجفاف الأوروبي»، فى وقت شهدت الأنهار الرئيسة فى ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا انخفاضًا لافتًا فى مستوى مياهها.
الجفاف والآثار الخطيرة
ووفقا للتقرير فقد ظهر الجفاف «الشديد إلى المتطرف» فى إيطاليا وجنوب شرق وشمال غرب فرنسا وشرق ألمانيا وأوروبا الشرقية وجنوب النرويج وأجزاء كبيرة من البلقان حيث أن حوالى ٤٧ فى المائة من الاتحاد الأوروبى كان فى ظل ظروف تحذير من الجفاف و ١٧ فى المائة فى حالة «تأهب» من الجفاف مما يعنى أن النباتات والمحاصيل قد تأثرت.
وحذر التقرير من «الآثار الخطيرة» على قطاع الطاقة خاصة على محطات الطاقة الكهرومائية غير القادرة على العمل، بسبب انخفاض مستوى مياه الأنهار وأنظمة التبريد لمحطات الطاقة الأخرى. وفى الأسابيع الأخيرة، اضطرت دول مثل فرنسا وإسبانيا إلى تقييد استهلاك المياه، علمًا أن السلطات اضطرت فى أجزاء من كلا البلدين، إلى قطع إمدادات المياه فى ظل ظروف معينة.
وأعلنت السلطات الفرنسية فى ٧ أغسطس الجارى، أن البلاد تواجه أسوأ موجة جفاف منذ بدء التسجيلات فى عام ١٩٥٨. وفى ألمانيا، أدى انخفاض منسوب نهر الراين، الذى يتدفق من جبال الألب السويسرية إلى بحر الشمال، بالفعل إلى إجبار شركات الشحن على الإبحار بكميات مخفضة من البضائع، وفقًا لوكالة رويترز.