حطم الجفاف والفيضانات الأرقام القياسية فى الصين وأصبح يهدد إنتاج الغذاء، مما دفع الحكومة إلى إصدار أوامر للسلطات المحلية باتخاذ جميع التدابير المتاحة لضمان بقاء المحاصيل فى أشد الصيف حرارة على الإطلاق.
وأصدرت أربع إدارات حكومية، يوم الثلاثاء ٢٣ أغسطس ٢٠٢٢، إشعارًا طارئًا مشتركًا عاجلًا، حذرت فيه من أن محصول الخريف يتعرض لـ«تهديد شديد».
كما حث السلطات المحلية على ضمان «استخدام كل وحدة من المياه.. بعناية»، ودعا إلى طرق تشمل الرى المتدرج، وتحويل مصادر المياه الجديدة، والبذر السحابي.
أرقام قياسية
وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن موجة الحر التى حطمت الرقم القياسى جنبًا إلى جنب مع جفاف استمر لأشهر خلال موسم الفيضانات المعتاد، تسببت فى إحداث فوضى فى جنوب الصين الغنى بالمياه عادةً؟
فقد جفف أجزاء من نهر اليانجتسى وعشرات من الروافد، مما أثر بشكل كبير على قدرة الطاقة الكهرومائية، وتسبب فى انقطاع التيار الكهربائى وتقنين الطاقة مع زيادة الطلب على الكهرباء، وتحول القلق الآن بشأن الإمدادات الغذائية فى المستقبل.
ونقلت الصحيفة عن حتى باي، المحللة فى تريفيوم تشاينا المتخصصة فى الزراعة قولها: «إن اهتمامها المباشر بالمنتجات الطازجة»، مضيفة أن أنواع الخضروات الطازجة التى تزود الأسواق المحلية حيث يشترى الناس منتجاتهم كل يوم، تعد هى الفئة الأقل احتمالًا أن تكون فى منطقة رى رئيسية، والتى لا يحتمل أن تحظى بالأولوية الاستراتيجية فى حملة وطنية لحماية الحبوب وأعلاف الزيت. وقالت باي: «إن خسائر المحاصيل ستضر أيضًا بسلاسل التوريد وتؤدى إلى تفاقم مشاكل الإمداد، نظرًا لأن إمدادات المنتجات فى مدينة صينية تزداد فى كثير من الأحيان بالقرب من تلك المدينة، ولكن يجب أن يتم الحصول عليها من أماكن بعيدة ويمكن أن تتعفن فى رحلات أطول».
تابعت أن المخاوف كانت محلية بشكل أساسي، وأن فئات الطعام التى ستؤثر على الأسواق العالمية «تحافظ على أمانها إلى حد ما، لكن يجب الانتباه إلى بذور اللفت إذا استمر الجفاف عندما تزرع المحاصيل فى الخريف».
ونوهت المحللة إلى أن الصين تعتمد الآن بشكل أكبر على إنتاجها من الذرة - ٤٪ منها نمت فى ظل الجفاف الذى أثر على سيتشوان وآنهوي- بعد أن أدت العمليات العسكرية الروسية الأوكرانية إلى زعزعة استقرار الإمدادات العالمية بشكل كبير.
وأضافت باي: «أعتقد أننا سنبدأ فى رؤية تقارير عن إصابة مربى الماشية، حيث تم رفع مستوى الكثير من مربى الخنازير فى السنوات الأخيرة، وهناك مزارع عمودية مكثفة كبيرة، وإذا تم قطع التيار المتردد (الخنازير) فلن تكون فى حالة جيدة».
وذكرت الصحيفة البريطانية أن «باي» كانت متفائلة نسبيًا بشأن الإجراءات التى تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء، ودعوتها إلى حلول محلية مخصصة، وقالت: «إن الأمر بتحويل مصادر المياه سيساعد على الأرجح المناطق التى يتعذر فيها الوصول إلى المياه، وقد تم بالفعل الإعلان عن الدعم».
وأضافت باي: «لكن لدينا الآن ٣٥ يومًا متتاليًا من التحذيرات من الحرارة، ولدينا مستويات المياه فى موسم الجفاف، أو أقل من مستويات المياه النموذجية فى موسم الجفاف، والظروف قاسية للغاية ولا شك فى أنه سيكون هناك بعض الخسائر فى المحاصيل».
إرادة سياسية
وتابعت الصحيفة أن إشعار يوم الثلاثاء الذى جاء من أعلى مستويات الحكومة، بعنوان جزئيًا "إشعار الطوارئ بشأن التنفيذ الشامل لروح التعليمات الهامة للأمين العام شى جين بينغ"، يعد إشارة مهمة إلى المحليات على أن هناك درجة عالية جدًا من الإرادة السياسية وراء الدفع لفعل أى شيء وكل شيء ممكن لدعم المزارعين وضمان توفير المحاصيل.
كما أنه علامة ضغط على الحزب الشيوعى الصينى لتجنب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتضخم، حيث يستعد لاجتماع الكونجرس الذى يستمر خمس سنوات فى الأشهر المقبلة.
وذكرت «الجارديان» أن الصين كانت قد تعهدت بأزمة المناخ للوصول إلى ذروة إنتاجها من الكربون قبل عام ٢٠٣٠، لكنها- جنبًا إلى جنب مع بعض الدول الأوروبية- أعادت مؤخرًا ترتيب أولويات إنتاج الفحم لتفادى حدوث أزمة طاقة عالمية، كما أن الصين تبذل جهودا كبيرة فى القدرة على التكيف.
ولفتت المحللة إلى أن فشل الطاقة الكهرومائية فى سيتشوان- حيث تساهم بنسبة ٨٠٪ من إمدادات الطاقة- من المحتمل أن يؤدى إلى استجابة مدفوعة بالوقود الأحفورى على المدى القصير قبل الجهود المبذولة لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة الأخرى التى كافحت للتنافس مع الطاقة الكهرومائية الرخيصة، واختتمت بالتأكيد على أن ما سيحدث هذا الصيف سيكون هو الحالة الأساسية لما تبدو عليه حالة الطوارئ المناخية.
العالم
الغذاء فى الصين مهدد بالخطر قرارت حكومية طارئة وعاجلة وسط أرقام قياسية للجفاف والفيضانات
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق