الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

المصري.. الذي صبر ففاز

صبري فواز
صبري فواز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يرتدي خاتم مفتاح الحياة في يده، افتخارًا بمصريته، ومصريته هنا ليست جنسية بل هوية، فهو شديد الاعتزاز بحضارة بلده، يحتفل بالسنة المصرية، ويقدس كل ما هو متعلق بالتاريخ المصري قديما أو حديثا، وبما قدمته للبشرية.

لذا فلا عجب أن القدر أعطاه لون خير مصر، ونحت ملامحه بملامح الأجداد، واحتضنت دلتا النيل طفولته وشبابه، وإذا كان لكل شخص نصيب من اسمه، فإن صبري فواز له من نصيب اسم شهرته الثنائي، فهو كما صبر، فاز.

وقف الطفل الصغير ينظر إلى الملاءة المفرودة على الحائط بقريته في محافظة كفرالشيخ، التي تستخدم لعرض أحد الأفلام، أغمض عينه وقفز بروحه داخل الشاشة، متمنيا أن يصبح جزءًا من هذا العالم، يومها عاد الطفل إلى بيته بجسده فقط، بينما روحه هائمة في عوالم الفن السابع، إلى أن التقى بها في أولى خطواته بمدرجات قسم المسرح في كلية الآداب بالإسكندرية.

قبلها مع التغير الذي أصاب الطفل، أصبح من مرتادي قصر الثقافة واختلط بكبارها، يقول فواز: «أمام قصر الثقافة كان مقر الجمعية الشرعية، لو لم تكن الأولى موجودة فقد كان من المحتمل أن أجد نفسي في الثانية»، بينما مدرسه يدرك موهبته في الإلقاء فيجعله يلقي القصائد أمام الطلاب، من هنا بدأ يتشكل بداخله الشاعر والممثل، الذي امتهن التمثيل، وجعل الشعر مجرد هواية.

ومن الإسكندرية إلى القاهرة، حزم صبري فواز أمتعته للدراسة في معهد الفنون المسرحية، وهناك لم يكن الفن فقط في انتظاره، بل الحب أيضًا، فدرس ووقع في حب صديقة لأصدقائه، لتصبح فيما بعد أمًا لأهم مشروعين في حياته؛ مروان وصبا.
 في بداية التسعينيات سمع المخرج إسماعيل عبدالحافظ عن مخرج مسرحي اسمه صبري فواز، التقاه فيما بعد، قبل أن يمنحه عمدة الدراما الوقوف الأول أمام كاميرا التليفزيون في مسلسل الوسية، فعبد الحافظ هو الأب الروحي له.

سنوات قضاها فواز في رحاب العمل مع عبد الحافظ، لكن بأدوار صغيرة، صار الكثيرون يعرفون وجهه، وقليل منهم يتذكرون الاسم.

لم يكن «فواز» قد حصد بعد ثمار تعبه، لكن القدر منحه في عمل واحد أن يقف أمام كاميرا محمد خان ممثلا مع العملاق الراحل أحمد زكي في أيام السادات، يقول صبري إن زكي غيّر في ترتيب حوار المشهد من أجله، بعد سنوات فيما يشبه رد الجميل وافق صبري أن يقدم دور بليغ حمدي في فيلم «حليم»، ليلحق بآخر نفس تمثيل مع زكي، رغم أنه سبق وقدم الدور في مسلسل «أم كلثوم».

عمل «فواز» في وظائف أخرى إلى جانب الفن، ومع 2009 تحققت النقلة الثانية في حياته بثلاثية المخرج خالد يوسف، وفي 2013 كانت النقلة الثالثة التي انطلق منها إلى الصفوف الأولى مقدمًا وجوهًا لعب كل منها باقتدار وبرشاقة لا يملكها غيره وبتغييرات في شكله لم يفعلها فنان منذ أحمد زكي، ليفوز بثمار سنوات الصبر.