عقدت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح، اليوم الخميس، عدد من الندوات واللقاءات التوعوية الوطنية حول التعريف بالتغيرات المناخية واهتمام الإسلام بالبيئة، وذلك في إطار الدور الخدمي والتوعوي والوطني لفرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح ، تحت رعاية رئيس مجلس إدارة المنظمة فضيلة الشيخ عبد العظيم سالم.
وأكد كارم أنور عفيفي أمين عام فرع المنظمة بمطروح، خلال لقاءه برواد مسجد «الصحابة»؛ بمدينة مرسى مطروح، بأن الإسلام اهتم بالبيئة اهتماماً كبيرا، وكان له السبق في وضع القواعد والتشريعات التي تضمن سلامتها واستقرارها وجمالها، وتحافظ على مواردها المختلفة، وهذا ينسجم مع نظرة هذا الدين القيم إلى الكون الذي هو من صنع الله وتدبيره، وأثر من آثار قدرته وعظمته، أوجب علينا تقديره واحترامه، والمحافظة عليها، وعدم نشر الفساد في الأرض.
وأشار عفيفي أن الفقه الإسلامي يتضمن قواعد كثيرة لها صلة وثيقة بالعناية بالبيئة، بما فيها القواعد التي تمنع الضرر والإضرار ونشر الفساد والإفساد في الأرض.
وأبرز أمين فرع المنظمة بمطروح أن الفقه الإسلامي إجمالا، قرآنا وسنة وفقها ومقاصدا، اعتنى بالبيئة وحمايتها والحفاظ عليها، إذ نجد في هذا الفقه أبوابا وأحكاما تتطرق لهذا الموضوع ونصوصا فيها من التفصيل والحض على الحفاظ على البيئة.
وأشار محمود سليمان عضو المنظمة بمدينة الحمام، خلال لقاءه بعدد من الشباب بأحد مقاهي مدينة الحمام إلي أهمية ترشيد استهلاك المياه وطرق المحافظة عليها، مستشهدا بنموذج من نماذج المحافظة على الموارد المائية والاقتصادية في باب الطهارة ، والصلاة، عندما جعل الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم الأرض مسجدا طهورا، وصعيدا طيبا وأمر بالحفاظ على طهارتها والتعامل معها تعاملا خاصا.
كما تطرق «سليمان» إلى أبواب المساقاة والمزارعة والمغارسة والحفاظ عليها من خلال الحض على التكثير من الغرس والزرع، وكذا في باب الجهاد حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إتلاف ما يتعلق بالبيئة من خلال عدم إحراق واجتثات الأشجار وعدم قتل الحيوانات، فضلا عن ما ورد في باب الحج، إذ جعل الله سبحانه البلد الحرام كمحمية لا ينبغي أن يقطع شجرها ولا يقتل حيوانها ولا يصطاد من طرف المحرم وغير المحرم، وما حض عليه الإسلام في الوقف والصدقات والبيوع من قبيل بيع الماء والنار والكلأ.
كما بين أعضاء المنظمة بمدينة السلوم فضيلة الشيخ احمد شريف وفضيلة الشيخ محمد شلبي خلال لقاءهم برواد مركز شباب السلوم أسبقية الإسلام على جميع المواثيق الدولية في الحفاظ علي البيئة مستشهدين بقول الله عز وجل “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين”. وهذا الأمر بالإصلاح هو دليل على أن البيئة، سواء المكانية أو الزمانية، خلقها الله صالحة ويجب على الإنسان الذي يتمتع بخيراتها أن يحافظ على صلاحها.
وأشاروا إلى أزمة التغير المناخي والتي من أهم أسبابها الاحتباس الحراري، موضحًين أن التلوث البيئي الناتج عن النشاط البشري أكثر من الناتج عن الطبيعة، و أن التغير المناخي يؤدي إلى عنف في الظواهر الجوية ويتسبب عنه كوارث كثيرة تضرر بالبشر.
ونوه أعضاء المنظمة بمدينه السلوم خلال اللقاء إلي أهم حقوق البيئة و التي من بينها استثمار الأرض وتعميرها استثمارا جيدا في الزمان والمكان حتى يدوم عطاؤها، وصيانة موارد البيئة لكي لا يلحقها الفساد والإفساد، فضلا عن القيام بحق الاستخلاف في الارض، من خلال التحلي بسلوكات حميدة تجاهها من قبيل الامتناع عن تلويث الطرقات والمياه وقطع الأشجار.