كشف "مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية"، ومقره واشنطن، أن منطقة الساحل الأفريقي بصدد التحول سريعا إلى مركز للنشاط الإرهابي العنيف في أفريقيا، مشيرا إلى أن الوفيات المرتبطة بالعمليات التي تورطت فيها الجماعات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل تزيد على أكثر من نصف الوفيات المسجلة للعمليات الإرهابية بعموم القارة في عام 2021.
وأوضح المركز في دراسة حديثة له أن منطقة الساحل الإفريقي سجلت 2612 حدثا عنيفا تورطت فيه جماعات إرهابية في عام 2021، وبذلك أصبحت المنطقة تتصدر مسرح النشاط العنيف لهذه الحركات الإرهابية، لأول مرة، أمام الصومال.
وحدد المركز الأحداث العنيفة بأنها تشمل: الهجمات بالقنابل والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة وإطلاق النار والاشتباكات المسلحة... إلخ. وأضاف أن هذه الأحداث أسفرت عن مقتل 7052 شخصا في منطقة الساحل الإفريقي خلال العام المنصرم، أي ما يمثل ما يقرب من نصف جميع حالات الوفاة في عمليات من هذا النوع بعموم القارة السمراء والبالغة 14 ألفا و635 حالة وفاة.
وكشفت الدراسة أيضا أن غالبية الهجمات الإرهابية التي نُفذت في منطقة الساحل عام 2021 قامت بها "جبهة تحرير ماسينا" التي تعد جزءا من تحالف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بغرب أفريقيا، بينما أشارت إلى أن الصومال سجلت ما يقرب من 2221 حدثا عنيفا تورط فيه جماعات إرهابية عام 2021، بزيادة قدرها 11% مقارنة بالعام السابق عليه، نُسب غالبها إلى حركة الشباب.
ونبهت إلى أن أحداث العنف التي تورطت فيها جماعة "أهل السنة والجماعة" المعروفة محليا باسم "حركة الشباب في موزمبيق"، قد تراجعت بعد ذروتها بين عامي 2018 و2020، حيث سُجل حوالي 400 حادث عنف في موزمبيق خلال العام الماضي، وللمرة الأولى منذ ظهورها عام 2017 انخفض عدد الوفيات المتعلق بعمليات هذه الجماعة العام الماضي بنسبة 28% ليصل إلى 1018 حالة وفاة.
وبحسب "مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية"، فإن إحدى السمات المميزة لهذه الجماعة هي استخدامها للعنف المُفرط ضد المدنيين، لذلك كان من الملفت للنظر تراجع أنشطتها، معللا هذا الانخفاض في الوفيات الناجمة عن عملياتها بأنه يتزامن مع وصول قوات من مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي "سادك" من رواندا إلى موزمبيق من أجل مكافحة الأنشطة الإرهابية على أراضيها.
كذلك سجلت أعمال العنف المرتبط بجماعة "بوكو حرام"، التي وصلت إلى ذروتها الأخيرة في عام 2020، بحوض بحيرة تشاد تراجعا جديدا بنسبة 25% في أحداث العنف التي نُسبت إليها في عام 2021، وبالمثل شهدت الأنشطة العنيفة المنسوبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا انخفاضا بنسبة 38% العام الماضي، وفقا لما جاء في الدراسة.