أعرب الباحث السياسي مايكل هيكاري عن اعتقاده أنه حان الوقت لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يفتح الباب على مصراعيه لتوسيع عضويته وقبول أعضاء جدد لمواجهة أي تهديدات لأمن القارة الأوروبية.
وأشار الكاتب في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن الهدف من إنشاء حلف الناتو هو أن يكون الملاذ الآمن للدول المستضعفة والمهددة بالخطر وأنه يجب على الحلف العمل على تقوية هذا الدور ولاسيما في ظل الظروف الحالية على الساحة الدولية.
وأضاف الكاتب أن الحلف كان قد اتخذ قرارًا تاريخيًا في مؤتمر القمة الذي عقد في مدريد في يونيو الماضي بإعلانه الموافقة على انضمام فنلندا والسويد لعضويته كرد فعل للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي بدأت في فبراير الماضي.
ويوضح الكاتب أن تلك الخطوة التاريخية تم اتخاذها في إطار استراتيجية جديدة تبناها الحلف في الفترة الأخيرة وهي استراتيجية "الباب المفتوح"، مؤكدًا أن الهدف من إنشاء حلف الناتو لم يكن في يوم من الأيام أن يكون منتدي الدول الغنية ولكن بالأحرى ملاذ للدول الضعيفة والمعرضة للخطر.
ويقول الكاتب أن مسألة توسيع عضوية الحلف في حقيقة الأمر هي في الأساس قرار سياسي، مشيرًا إلى أنه بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وما صاحبها من تهديد لأمن أوروبا بأسرها فقد بات من الضروري على الناتو أن يتبني مفاهيم وسياسيات جديدة تتناسب مع الظروف الراهنة على الساحة الدولية.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده أنه يجب على حلف الناتو أن يكون على مستوى المسؤلية التي تفرضها الظروف الدولية الحالية ويجب عليه العمل على حماية أمن قارة أوروبا من أي تهديد قد يعرضها للخطر، موضحًا أن ذلك الدور لا ينضوي تحت مسمى عودة الحرب الباردة ولكنه بالأحرى تأكيد للدور الحضاري للحلف.
ويستطرد الكاتب بقوله أن ذلك الدور الذي يجب أن يضطلع به حلف الناتو يبدو أكثر إلحاحًا في الوقت الراهن بعد حرب أوكرانيا وما صاحبها من معاناة الملايين من أبناء الشعب الأوكراني، مؤكدًا أنه يجب على حلف الناتو العودة للدور الذي أقيم من أجله وأن يفتح أبواب عضويته على مصراعيها لقبول أعضاء جدد من كل الدول الأوروبية دون استثناء ولاسيما تلك الدول التي تتعرض لتهديدات.
ويطرح الكاتب سؤالًا مفاده: كيف يتم تحقيق هدف التوسع في عضوية الحلف؟ يقول الكاتب في معرض إجابته على هذا التساؤل أنه يجب على الناتو إعادة النظر في سياساته التي يتبناها ومنها علي سبيل المثال قيام الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري اللازم للشركاء المعرضين للخطر لحين الانضمام لعضوية الحلف بشكل رسمي.
ويضيف الكاتب أنه يجب كذلك على أعضاء الحلف طرح جميع الخلافات والانقسامات جانبًا في ظل الظروف الحالية التي تتطلب وحدة الصف، إلى جانب العمل على ضم أوكرانيا لعضوية الحلف دون أن تؤدي تلك الخطوة إلى صراع عالمي وذلك من خلال تقديم الدعم اللازم لكييف لضمان تفوقها العسكري داخل أراضيها وانتصارها في الحرب الدائرة حاليًا هناك.
ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على ضرورة التخلص من حالة التردد التي تنتاب الدول الأعضاء في الحلف في تقديم الدعم العسكري اللازم لأوكرانيا بعد أن أثبتت التجربة بكل وضوح أن الدعم الذي قدمته واشنطن والدول الأخرى لأوكرانيا أسهم إلى حد بعيد في تغيير موازين القوة على الأرض في المواجهات الحالية مع القوات الروسية.