حذر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، من عواقب تباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ مواقف صارمة ضد روسيا، بينما أدان إقليم "دونيتسك" قيام القوات الأوكرانية بقصف مقر إدارة رئاسة الجمهورية الواقعة بالقرب من الحدود مع روسيا.
وتساءل زيلينسكي ـ في تصريح أوردته قناة "الحرة" الإخبارية، اليوم الثلاثاءـ عن عدد الضحايا الذين سيسقطون جراء استمرار روسيا عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا قبل أن تجد رد فعل قوي وعنيف من المجتمع الدولي، وذلك عقب مرور ستة أشهر من بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة فى أوكرانيا.
ودعا الرئيس الأوكراني دول العالم إلى ضرورة الإسراع بتصنيف روسيا كدولة إرهابية، مقدما في الوقت نفسه الشكر للدول الأوروبية التي تستعد لفرض حزمة ثامنة من العقوبات على روسيا بسبب غزوها على البلاد.
ويأتي هذا بعد أن صرح القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليريا زالوجني، أمس الاثنين، بأن عدد القتلى في صفوف أوكرانيا خلال المعارك مع القوات الروسية بلغ نحو تسعة آلاف.
على صعيد متصل.. أدان رئيس إقليم "دونيتسك" دينيس بوشيلين، قيام القوات الأوكرانية، اليوم، بقصف مقر إدارة رئاسة الجمهورية الواقعة بالقرب من الحدود مع موسكو.
وشدد بوشيلين ـ في تصريح لقناة (روسيا اليوم) الإخباريةـ على ضرورة معاقبة النظام الأوكراني على الهجمات الصاروخية التي استهدفت المدنيين في وسط دونيتسك ومقر إدارة رئاسة الجمهورية.
ويأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه تقارير إخبارية روسية بأن القوات الأوكرانية استهدفت بواسطة صواريخ مقر إدارة رئاسة إقليم دونيتسك الواقعة بالقرب من الحدود مع موسكو، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، دون أن تشير إلى عددهم.
في السياق.. أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، إسقاط مقاتلة أوكرانية، و6 مسيرات وتدمير عدد من المواقع العسكرية الأوكرانية.
وأفادت الدفاع الروسية- في بيان، وفقا لقناة "روسيا اليوم" الإخبارية- بأن أكثر من 75% من منطقة مارينكا باتت تحت سيطرة القوات المتحالفة وعلى وشك تحريرها بالكامل، كما تم تحرير منطقة كومسومولسكوي.
وأضاف "كما تم تدمير وحدات من اللواء الأوكراني الـ (28)، ووصلت القوات المتحالفة إلى حدود منطقة نيكولاييف، كما يستمر تطويق مجموعة القوات الأوكرانية في منطقة أفدييفكا".
وأشار إلى تعرض إحدى كتائب اللواء الأوكراني (66) لخسائر فادحة في منطقة نوفوميخيلوفكا دونيتسك، وسط هروب كبير لأفراد من الجيش الأوكراني، وتم تدمير مجمع الرادار المضاد للبطاريات الأمريكية الصنع بالقرب من قرية روغان بمنطقة خاركوف.
وعلى صعيد آخر.. قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم، إن رد فعل وزارة الخارجية الأمريكية على مقتل الصحفية والناشطة العامة داريا دوجينا ينال من سمعة أنشطة واشنطن الدولية في مجال حقوق الإنسان.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس قد صرح، أمس الاثنين- تعليقا على مقتل دوجينا- بأن الولايات المتحدة تدين بشكل قاطع استهداف المدنيين في أي مكان، ومع ذلك أشار إلى أنه ليس لديه ما يضيفه بعد نفي أوكرانيا أي تورط لها بهذا الأمر.
وأشارت الدبلوماسية الروسية- على قناتها عبر "تليجرام"- إلى أن "رد فعل وزارة الخارجية على مقتل داريا دوجينا والأدلة التي تظهر آثار أوكرانيا التي قدمتها روسيا تشوه النشاط الدولي للولايات المتحدة في مجال حقوق الإنسان"، حسبما نقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية.
وأضافت "ليس لواشنطن أي حق أخلاقي (ناهيك عن عدم وجود أساس قانوني) للتحدث عن حقوق الإنسان في مناطق بعيدة من العالم إذا لم يتم التعليق حتى على مقتل الصحفية من هذا الجانب، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للجانب الأمريكي.. إنهم ببساطة لم يلاحظوا أن الأمر يتعلق بناشطة عامة".
بدوره.. قال المنظر الأيديولوجي الروسي ألكسندر دوجين- في مراسم وداع ابنته داريا دوجينا- "إن أول كلمة نطقت بها داريا كانت روسيا.. بالطبع نحن علمناها الكثير عن دولتنا العظمى وشعبنا وإمبراطوريتنا".
وأضاف دوجين: "إذا تأثر أحد بموتها المأساوي ونزاهتها، فسيكون لديها رغبة واحدة أن تقول (لا تتذكروني، لا تمجدوني، كافحوا من أجل بلدنا العظيم، ودافعوا عن إيماننا، أرثوذكسيتنا، أحبوا شعبنا الروسي)".
وكانت داريا دوجينا- وهي ابنة الفيلسوف ألكسندر دوجين- قد قتلت، مساء يوم 20 أغسطس، عندما انفجرت قنبلة زرعت في سيارة كانت تقودها واشتعلت فيها النيران بالقرب من بولشي فيازيمي في منطقة موسكو، حيث كانت عائدة من مهرجان أدبي وموسيقي حضرته كضيفة شرف.
وفيما يتعلق بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية مؤخرا.. قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف "إننا نراقب ونتابع ونعلم ما تحاول واشنطن فعله في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف ريابكوف- في مقابلة مع قناة "RT" الإخبارية عبر "برنامج نيوز ميكر" اليوم- " هناك علاقة وثيقة تربط روسيا بدول منطقة الشرق الأوسط، نحن دائما نقوم بتقديم اقتراحاتنا ومبادراتنا بحسب معرفتنا بالوضع هناك، وفيما يتعلق أيضا بضمان تعزيز الأمن في المنطقة، فعلاقتنا الثنائية مع الدول في هذه المنطقة تتطور وتتعزز بشكل جيد وشامل".