أكد نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اللواء محمد إبراهيم الدويري، أن اللقاء الأخوي الخاص الذي جمع مصر والأردن والعراق والإمارات والبحرين بمدينة العلمين الجديدة، يُعد استمرارًا للجهود المصرية الإيجابية لإحياء العمل العربي المشترك، وهو الدور الذي تحرص عليه القيادة السياسية المصرية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال اللواء الدويري -في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء- إن قناعة القيادة السياسية المصرية تتمثل في أن العمل العربي المشترك يعد الضمان الرئيسي لحماية الأمن القومي العربي وأنه لا خيار متاح أمامنا سوى استمرار الجهود من أجل دعم هذا العمل المشترك بكل الوسائل الممكنة بالرغم من كافة المشكلات المُثارة حاليًا على مستوى المنطقة العربية سواء في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو لبنان وغيرها.
ولفت إلى أنه وفي هذا الإطار يمكن النظر إلى اللقاء الأخوي الخاص بأن هناك من المحددات التي يمكن الإشارة إليها في هذا المجال، أولًا أن هناك علاقات قوية تربط بين دول هذا اللقاء سواء على المستوى الثنائي أو المستوي الجماعي فعلى سبيل المثال هناك علاقات قوية تربط بين مصر والأردن والعراق وتم عقد العديد من القمم الثلاثية خلال الفترة السابقة، كما أن العلاقات الثنائية بين مصر وكل من الإمارات والبحرين علاقات مميزة وتتطور بشكل متواصل.
وأضاف: "فيما يتعلق بالمحدد الثاني، أن هذه اللقاءات على المستوي الرئاسي تسهم بشكل كبير في دعم العلاقات الثنائية بين هذه الدول الخمس ليس فقط في المجال السياسي وإنما أيضا على المستوى الاقتصادي وبما يعود بالنفع على شعوب هذه الدول ويساعد في نفس الوقت على تحقيق مزيد من التطور والتنمية وفتح أفق أوسع للاستثمارات المتبادلة.. المحدد الثالث أن مبدأ التحالفات الاستراتيجية على المستوى العربي يعد أحد المتطلبات الضرورية في ظل التحديات غير المسبوقة التي يشهدها العالم حاليًا وتكاد تعصف بالثوابت السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبما يتطلب أهمية مواجهتها".
وعن المحدد الرابع، أكد أن هناك ضرورة لعقد مثل هذه اللقاءات العربية على هذا المستوى القيادي على فترات متقاربة من أجل أن تكون الدول العربية متماشية مع طبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية بل يجب أن تكون لديها القدرة على التنبؤ بمستقبل هذه المتغيرات وتأثيراتها وتحديد أسلوب التعامل معها.
وشدد اللواء محمد إبراهيم على أن هذا اللقاء الأخوي من الطبيعي أن يتعامل بجدية مع القضايا الحالية وعلى رأسها الوضع العربي الراهن والوضع الاقتصادي العالمي وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية وقضايا المناخ والأوضاع الأخرى التي تفرض نفسها حاليًا من بينها القضية الفلسطينية والأزمة الليبية والاتفاق النووي الأمريكي الإيراني.
واختتم اللواء محمد إبراهيم بأنه من المتوقع أن نشهد خلال المرحلة المقبلة مزيدًا من هذه اللقاءات الهامة التي تهدف إلي بلورة الأسس اللازمة لصياغة رؤية متكاملة تصب في صالح دعم الاستقرار في المنطقة العربية، مؤكدًا أهمية تلك اللقاءات قبيل عقد القمة العربية المقبلة بحيث تصل هذه القمة المرتقبة إلي نتائج إيجابية لصالح دعم الموقف العربي ليكون قادرا على التصدي للمخاطر التي تتزايد يومًا بعد يوم.