أعرب محرر الشئون العسكرية في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أليكس هارتون عن اعتقاده أن الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية التي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تقديمها لكييف تنذر بدخول حرب أوكرانيا مرحلة جديدة أكثر شراسة.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته "واشنطن بوست" أن وزارة الدفاع الأمريكية دأبت منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على إرسال الأسلحة والعتاد العسكري لكييف من أجل تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية وتحقيق تطور نوعي في أساليب القتال على أرض المعركة.
ويرى الكاتب أن تلك المساعدات قد تعتبر مؤشرًا على أن أوكرانيا وحلفاءها من الدول الغربية أصبح يحدوهم الأمل في استرداد القوات الأوكرانية للأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير الماضي.
ويقول الكاتب أن القيادة الأوكرانية بدأت بالفعل مناقشة احتمال شن عملية عسكرية على مدينة خيرسون الاستراتيجية التي تسيطر عليها القوات الروسية ولكن ليس ثمة دليل واضح على وجود استعدادات على الأرض من أجل تنفيذ تلك العملية والتي تتطلب قوات ضخمة ومعدات عسكرية كبيرة لمواكبة التفوق العسكري الروسي في العدد والعتاد.
وأشار الكاتب إلى أن الحزمة الأخيرة من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا تبدو كما لو كانت خطوة أولى لسد العجز في بعض أنواع الأسلحة التي تحتاجها القوات الأوكرانية من أجل شن هجمات مضادة على مواقع روسية.
ويوضح الكاتب أن الولايات المتحدة أعلنت يوم الجمعة الماضي عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تبلغ قيمتها 800 مليون دولار تشمل معدات إزالة ألغام وسيارات مدرعة ضد القنابل إلى جانب مدافع هاوتزر بالإضافة إلى بنادق عديمة الارتداد يصل مداها إلى مئات الأمتار وراجمات صواريخ.
وينوه الكاتب بتصريحات أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية والذي رفض ذكر اسمه يقول فيها إن الحزمة الجديدة من المساعدات سوف تزيد من قدرات القوات الأوكرانية على التحرك بسهولة ولاسيما أنها تشمل معدات إزالة ألغام.
ويضيف الكاتب أن المساعدات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة لأوكرانيا كانت تشمل صواريخ بعيدة المدى ومدافع هاوتزر لمواجهة القوات الروسية في شرق منطقة دونباس والتي أسهمت في تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية في استهداف مواقع روسية بدقة مثل مراكز القيادة ومخازن الذخيرة مما أدي إلى تخفيف حدة القصف الروسي على المواقع الأوكرانية ولكنها تسببت في نفس الوقت في تغيير خطوط المواجهة.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى تصريحات المسؤول الأمريكي رفيع المستوي التي يقول فيها إنه إذا كانت القوات الأوكرانية لم تتمكن حتى الآن من استرداد الأراضي التي تقع تحت سيطرة القوات الروسية إلا أنه بات من الواضح أن الإمدادات الجديدة من الأسلحة نجحت في عرقلة تقدم القوات الروسية في العديد من المواقع.