صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب كتاب (القيم والمجتمع "دراسة اجتماعية من منظور تربوي")، تأليف: د. عيسى الشمّاس.
تعد القيم جزءاً من الإرث الثقافي للمجتمع، الذي يحفظ وحدته وتماسكه، بحيث يستند إلى قواعد وأسس ثابتة تقوم على منظومات تعبر عن طبيعة المجتمع وخصائصه، وتعمل على دمج الفرد في الإطار الثقافي الاجتماعي، الذي يتجلى في أنماط سلوكية تصبح من مكوّنات شخصيته.
وجاء هذا الكتاب ليؤكد العلاقة بين القيم والمجتمع الذي أنتج قيمه الخاصة، وذلك من خلال توضيح مفهوم القيمة ودلالاتها الشخصية والاجتماعية، وربطها بالثقافة والأخلاق، التي تشير إلى طبيعة القيم وخصائصها، ومن خلال عرض تصنيفات القيم وكيفية تنميتها وإكسابها للأجيال الناشئة، وربطها بالتغيير الاجتماعي، ولا سيما في عصر العولمة التي أدّت إلى اختلال القيم في المجتمعات الإنسانية
حلّت قيم الرغبة في السيطرة والأنانية والجريمة ونفي الآخر، بدلاً من قيم الحرية والعدالة والمساواة والحق والخير، مما أفرزته موجة العولمة السلبية التي كسرت الحدود الثقافية والأخلاقية، ورُبط ذلك بدور وسائط تربية القيم، بدءاً من الأسرة، مروراً بالمؤسسات المدرسية المجتمعية، إلى وسائل الإعلام المختلفة، قديمها وحديثها، بحيث يكون التنسيق والتكامل بين هذه الوسائط.
ولخص الكتاب إلى أن لكل مجتمع نظاماً قيمياً خاصاً به، يتميز به عن المجتمعات الأخرى، ويتمثل ذلك في سلوك أبناء المجتمع وطرائق تعاملهم، وأساليب تفكيرهم، وفلسفتهم في الحياة. ولذلك فإنه من الضروري، بل من الطبيعي أن يعمل أي مجتمع على الحفاظ على قيمه الأصلية، وينقلها ويغرسها في نفوس الأجيال المتعاقبة، عبر المؤسسات التربوية والاجتماعية المختلفة.