نهاية الأسبوع الماضي، وافقت وزارة الزراعة على اعتماد مبلغ 40 مليون جنيهًا يستفيد منه 80 مواطنا من صغار المُربين وشباب الخريجين. وبحسب بيانات وزارة الزراعة، بلغ إجمالي ما تم تمويله للمشروع القومي للبتلو حتى الآن أكثر من 7 مليارات جنيه لأكثر من 41 ألف مستفيد، لتربية وتسمين ما يزيد على 462 ألف رأس ماشية.
ونقلاً عن وزير الزراعة، السيد القصير، فإنه تم توفير كافة أوجه الدعم والرعاية البيطرية والصحية ودراسة أي مشكلات تواجه المستفيدين على أرض الواقع والعمل على تذليلها في مهدها.
وقال المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، إن المشروع القومي للبتلو، يعمل على توفير المزيد من اللحوم الحمراء بالسوق المحلية، مع توفير المزيد من فرص العمل.
وأضاف، أن المشروع يسهم في تحسين دخول صغار المربين وشباب الخريجين والسيدات في قرى ومراكز مبادرة حياة كريمة لتنمية الريف المصري مع الحفاظ على ثرواتنا الحيوانية من الهدر، كما تم إدراج كل من العِجلات العِشار وتحت العشار المستوردة عالية الإنتاجية ضمن المشروع القومي للبتلو نظراً لتميزها وإنتاجها الوفير من اللحوم والألبان.
وأشار الصياد إلى إلغاء شرط إلزام المستفيد من القرض بتقديم رخصة تشغيل للحظيرة والاكتفاء بمعاينة ثلاثية تضم ممثلين من قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، والبنك الزراعي المصري أو الأهلي المصري، أو من يمثلهم بالمحافظات للتأكد من وجود مكان مناسب للتربية والتسمين.
كما قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن مشروع البتلو يعد أفضل مشروع قومي في مجال الزراعة، مشيدًا بقرار وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف لـ"البوابة نيوز": عدد كبير من الفلاحين استثمروا في هذا المشروع وحالفهم النجاح، ومن الممكن إعطاء قروض محسنة بفوائد مخفضة لأصحاب مصانع الأعلاف من أجل زيادة عدد مصانع الأعلاف والذي سيؤثر على تقليل تكلفة تربية الحيوان وبالتالي خفض سعر كيلو اللحوم الحمراء، وتكلفة أعلاف الحيوان الواحد تتراوح بين 45 جنيهًا إلى 60 جنيهًا في اليوم، مما يجعلها عبئًا على صغار المنتجين.
وأشار أبوصدام إلى أن مشروع البتلو كان سببًا في خفض أسعار اللحوم الحمراء في كثير من الأوقات خاصة خلال فترة جائحة كورونا والتي أثرت على الكثير من الأسعار وكانت سببًا في ارتفاعها، متابعًا أنه يجب أيضًا توفير إرشاد بيطري في كل القرى والنجوع، لأنه نظرًا لاستيراد وتربية عدد كبير من السلالات الأجنبية من المواشي والحيوانات والتي تحتاج لرعاية خاصة، بسبب التغيرات الجوية التي تطرأ عليها، بسبب اختلاف الطقس والمناخ في مصر.
ولفت نقيب الفلاحين إلى أن كثير من الحيوانات تتعرض للأمراض بسبب تقلبات المناخ، مما قد يتسبب في نفوق الحيوانات وعدم قدرة المربي على سداد ديونه، مشيرًا إلى أن هناك بعض الفلاحين عجزوا عن السداد بسبب تعرضهم لمشاكل سواء أثناء البيع بسبب انخفاض الأسعار أو النفوق.
وتابع، أن بعض المُزارعين والمربين يحصلون على القروض نظرًا لتعذرهم ماليًا، ولايقومون في بعض الأحيان بتربية الحيوانات، وهذا بسبب ضعف الرقابة أحيانًا والتعذر المالي الذي يقع فيه بعض الفلاحين أحيانًا أخرى.
وطالب نقيب الفلاحين، بتعديل بعض اشتراطات البنوك لأنها تتطلب استئجار مزرعة وهذا يضع ضغط مالي على المربي، مقترحًا بأن يكون تربية الحيوانات على الحيازة بحيث يكون الوصول للفلاح المربي أسهل ومتاح.
كما أشاد عبدالغفار غراب، خبير تنمية الثروة الحيوانية، بالمشروع القومي للبتلو، مؤكدًا أن المشروع القومي للبتلو وإجراءات التحسين الوراثي يمثل مشروع قومي لتوفير احتياجاتنا من اللحوم الحمراء والقضاء على المستورد.
وأضاف، أن المشروع نجح بالفعل في توفير اللحوم الحمراء البلدية بأكثر من 50 ألف طن ما ساهم في تقليل أعداد الرؤوس المستوردة الحية بأكثر من 50% لعام 2020، موضحًا أن المشروع أيضاً ساهم في توفير آلاف فرص العمل للشباب والفلاحين وصغار المربين بفتح مشاريع لهم، وذلك بعد أن وفرت وزارة الزراعة لهم السلالات المحسنة والرعاية البيطرية وتطوير مراكز تجمع الألبان لزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى توفير الوزارة اللقاحات المطلوبة لتحصين الماشية ضد الأمراض الوبائية كالحمى القلاعية وحمى الوادي وغيرها في مواعيدها عن طريق قوافل الطب البيطري بالمحافظات.
وأشار إلى أن التسهيلات التي قدمها المشروع تتضح في صرف قروض بفائدة لا تزيد عن 5% من فروع البنك الزراعي المصري، موضحاً أن المشروع حقق نجاحاً كبيراً، مشيداً بجهود الحكومة في ملف الثروة الحيوانية خلال الفترات الماضية ما ساهم في زيادة نسبة اللحوم الحمراء للمستهلك وتقليل المستورد.