ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم السبت، أن توقف المصانع وتدمير المحاصيل وإجبار سفن الشحن على حمل حمولات أصغر وتعريض الملايين لخطر انقطاع التيار الكهربائي، ليست سوى بعض العواقب الوخيمة التي نتجت عن انخفاض مستويات الأنهار عبر الصين والولايات المتحدة وأوروبا، بشكل قياسي بسبب فترات الجفاف الصيفية الراهنة.
وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني - إن الانخفاضات التاريخية في مستويات المياه في حوض نهر كولورادو بالولايات المتحدة بسبب "الجفاف الضخم'' الذي يجتاح جنوب غرب البلاد دفع الحكومة الأمريكية إلى توجيه أمر فيدرالي لسلطات ولايتي أريزونا ونيفادا بخفض مخصصات المياه بنسبة 21 و8 في المائة على التوالي في العام المقبل.
أما في الصين، فقد أوقفت شركات مثل "تويوتا" و"فوكسكون" عمليات المصانع لمدة أسبوع على الأقل بسبب تفاقم أزمة نقص الطاقة الكهرومائية. وبينما تعتمد مقاطعة سيتشوان بشكل كبير على الطاقة الكهرومائية، وصل مستوى نهر اليانجتسي، وهو أطول نهر في آسيا، إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في أغسطس الجاري، مما ألقى بآثار وخيمة على صناعة الشحن على طول الممر المائي الأكثر أهمية في البلاد.
وفي أوروبا، أبرزت الصحيفة أن المعاناة من الطقس الحار والجفاف الذي تتعرض له القارة بشكل غير عادي تفاقمت بسبب انخفاض مستوى نهر الراين، الذي يمثل شريان رئيسي تعتمد عليه الصناعة في جميع أنحاء ألمانيا وسويسرا وهولندا. واضطرت سفن الشحن إلى تقليل حمولاتها، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل وتأخير سلسلة التوريد. وكان من المتوقع حدوث انفراجة محدودة في نهاية الأسبوع، مع توقع هطول أمطار في بعض الأجزاء.
من جانبها، قالت وكالة الفضاء الأوروبية:" يتدفق نهر الراين من جبال الألب السويسرية إلى بحر الشمال، وهو طريق شحن مهم للعديد من المنتجات من الحبوب إلى المواد الكيميائية إلى الفحم..وعندما تنخفض مستويات المياه، تحتاج سفن الشحن إلى الإبحار بحمولة منخفضة، لتجنب جنوحها".
وضرب الجفاف الشديد في إيطاليا القطاع الزراعي برمته، بعدما وصلت معدلات المياه في نهر "بو" ذو الأهمية الاقتصادية إلى مستويات منخفضة بشكل غير عادي.
وأبرزت "فاينانشيال تايمز" - في هذا الشأن - أن هناك العديد من أنواع الجفاف المختلفة، مثل الجفاف الزراعي أو الهيدرولوجي، وهي أحداث معقدة لا يمكن دائمًا ربطها بشكل قاطع بتغير المناخ، لكنها تترك تداعيات صارخة بشكل متزايد، خاصة مع التعرض لفترات طويلة من الطقس الحار والجاف بشكل غير عادي، وما يرتبط به من انخفاض مستويات المياه المسجلة في العديد من الأماكن حول العالم هذا العام.
ففي مناطق جبال الألب، مع ذوبان الأنهار الجليدية، يتم تضخيم تأثير الاحتباس حيث تمتص الصخور القاحلة الداكنة المعرضة حرارة الشمس، بدلًا من عكسها. وتعليقًا على ذلك، قالت ليز بنتلي، الرئيسة التنفيذية للجمعية الملكية للأرصاد الجوية في المملكة المتحدة- في تصريحات خاصة للصحيفة:" ليس من السهل تحديد حالات الجفاف وليس كل جفاف هو نفسه. ومن المرجح أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة التباين في هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مما يعني أن إدارة ثروة المياه قد تصبح أكثر صعوبة".
وفي الولايات المتحدة، دفع الجفاف المستمر منذ عقود ولايات مثل كاليفورنيا لتقييد استخدام المياه لعدة سنوات. وفي هذا العام، دفعت مستويات المياه المنخفضة في حوض كولورادو، وهو مورد مهم للولايات بما في ذلك نيفادا وأريزونا وكاليفورنيا، السلطات إلى التحذير من نقص الطاقة الكهرومائية الذي قد يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
وقال نائب وزير الداخلية الأمريكية تومي بودرو - في إفادة صحفية - "إن الجفاف الذي طال أمده ويعاني منه الغرب الأمريكي برمته هو أحد أهم التحديات التي تواجه مجتمعاتنا وبلدنا". وأضاف:" أن أزمة الجفاف المتزايدة مدفوعة بآثار تغير المناخ، بما في ذلك الحرارة الشديدة"، مشيرًا إلى أن حوالي 93 في المائة من غرب الولايات المتحدة يعاني حاليًا من الجفاف أو ظروف طقس متطرفة بشكل غير طبيعي.
العالم
فاينانشيال تايمز: الانخفاضات القياسية في الأنهار عبر الصين والولايات المتحدة وأوروبا تُلقي بتداعيات اقتصادية وخيمة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق