الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

هذا جناه آبي.. نساء تيجراي يكافحن الجوع بالعمل في الجنس

نساء تيجراي
نساء تيجراي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسببت حرب الجيش الإثيوبي الميليشيات المتحالفة معه، ضد إقليم تيجراي الواقع شمال البلاد، في أزمة إنسانية مروعة، بسبب الحصار الذي فرضه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على الإقليم ما دفع النساء للعمل في الجنس لمكافحة الجوع. 

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها إن الحكومة الإثيوبية، قطعت الخدمات المصرفية وجميع الاتصالات عن الإقليم منذ العام الماضي، حيث حُرم 6 ملايين شخص من الوصول إلى أموالهم الخاصة، وفي ظل غياب المساعدات والخدمات المصرفية، كان الناس يعتمدون إلى حد كبير على الأموال من العائلة والأصدقاء في الخارج للبقاء على قيد الحياة.

وأضافت "الجارديان" في تقريرها المنشور أمس الجمعة، أن سلطات تيجراي فرضت قيودًا على التحويلات المالية، وتكثيف الإجراءات ضد المهربين الذين يجلبون الأموال عند نقاط التفتيش.

وأكدت الصحيفة أن "التقارير الواردة من داخل تيجراي تشير إلى أن العديد من النساء والفتيات يُجبرن على اللجوء إلى العمل في مجال الجنس من أجل البقاء، بينما يشير آخرون إلى حدوث زيادة في الانتحار.

ونقلت "الجارديان" شهادات من بعض نساء تيجراي، حول الوضع المزري في الإقليم، مع ملاحظة أن الأسماء الواردة في التقرير غير حقيقية للحفاظ على سلامتهن، وتقول إحداهن وتدعى "هيوان" أنها اعتقدت أن الحياة قد تتحسن بعد عودة سلطات الإقليم بيد جبهة تيجراي، بعد ثمانية أشهر من بدء الحرب، مشيرة إلى أن الطعام لم يكن من قبل يمثل مشكلة بالنسبة للفتاة البالغة من العمر 16 عامًا وعائلتها، الذين عاشوا حياة جيدة، ولكن "الآن أنا جائعة، ووالداي وإخوتي جائعون، وكان الأقارب في الخارج يرسلون لنا الأموال عن طريق المهربين، لكن من الصعب العثور على مهربي التحويلات هذه الأيام، أولئك الذين عرفناهم لم يعودوا يعملون، لقد بعنا كل ممتلكات لدينا، ولا يوجد شيء نأكله في المنزل، لذلك، ذهبت إلى الشارع لبيع جسدي، ما هو الخيار الذي أملكه؟ "

أزمة الجوع في تيجراي

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه توجد أمثلة كثيرة  "هيوان"، من النساء والفتيات في ميكيلي عاصمة تيجراي، يمارسن الجنس من أجل البقاء، بما في ذلك الفتيات القاصرات والنساء اللواتي كان لديهن وظائف واعدة في السابق.

وفي شهادة أخرى، قالت "زوفان " 27 عاما، الحاصلة على درجة الماجستير في إدارة المشاريع وقبل الحرب كانت 27 تعمل بمهنة ثابتة وراتب جيد وخطة لمتابعة الدكتوراه، إنها تبيع جسدها لتعيش الجوع الذي أودى بحياة والدها، مضيفة "لقد شاهدت والدي يموت من سوء التغذية، مات بين يدي، أمي كلها عظام". 

وأوضحت الفتاة الإثيوبية بعد أن فقدت والدي بسبب الجوع، كنت بحاجة لأن أفعل شيئًا لإنقاذ حياتي وحياة والدتي، فالجوع لا يمنحك الوقت، وحاولت التسول لكن الأمر لم يفلح فهناك الكثير من المتسولين، لقد أصبحت عاهرة.

وقالت صحيفة الجارديان إن "زوفان" لديها أموال في حسابها المصرفي، لكن البنوك في تيجراي توقفت عن صرف الأموال، وانقطعت عن النظام الفيدرالي المركزي وخالية من النقود".

ونوهت "الجارديان" إلى أنه في الشهر الماضي، انتشرت الأخبار على نطاق واسع في المدينة عن موظف حكومي قتل نفسه في مدينة ميكيلي بعد أن وجد أنه لا يطيق مشاهدة أطفاله الثلاثة وهم يتضورون جوعا وزوجته تتسول للحصول على الطعام.

وفي الأسبوع الماضي، حث مبعوثو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الحكومة الإثيوبية على استئناف الخدمات بسرعة ورفع القيود المفروضة على الوقود الضروري لتوزيع المساعدات.

معاناة كبيرة في تيجراي

وشن الجيش الإثيوبي المتحالف مع ميليشيات الأمهرة والجيش الإريتري، حربا ضد إقليم تيجراي الواقع شمال إثيوبيا، في نوفمبر من العام قبل الماضي 2020 تسببت في أزمة إنسانية مروعة في الإقليم الذي يعيش فيه حوالي 6 ملايين شخص، وقال برنامج الغذاء العالمي في تقرير لها أمس الجمعة 19 أغسطس 2022 إن نصف سكان تيجراي في حاجة إلى مساعدات غذائية.

وأضاف التقرير أن "خدمات مثل البنوك والاتصالات انقطعت في تيجراي، التي يقطنها حوالي 5.5 مليون شخص، بعد أيام من انسحاب الجيش الإثيوبي والقوات المتحالفة معه قبل عام".

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه لم يتم استعادة هذه الخدمات بعد، مما يعيق قدرة الناس على شراء الطعام، مضيفا "لقد ازداد الجوع، وارتفعت معدلات سوء التغذية بشكل كبير، ومن المتوقع أن يزداد الوضع سوءًا مع دخول الناس ذروة موسم الجوع حتى حصاد هذا العام في أكتوبر المقبل".