ارتفعت وتيرة التوترات بين صربيا وكوسوفو على خلفية قانون جديد أعلنته كوسوفو وتراجعت عنه لاحقاً، هذا القانون الذي يلزم الجميع بمن فيهم الصرب الذين يعيشون في كوسوفو بالحصول على بطاقة هوية من إصدار البلد واستبدال لوحات السيارات القادمة من صربيا المجاورة بلوحات من إصدار كوسوفو.
ونشرت صحيفة فينناشيال تايمز الأمريكية تحذير زعيمي صربيا وكوسوفو من مفاوضات صعبة توسط فيها الاتحاد الأوروبي الخميس حيث اتهم رئيس صربيا ألكسندر فو إرمي نظيره الكوسوفي ألبين كورتي بـ" الكذب " بشأن خطط بلجراد لمهاجمة جارتها.
ويعقد الجانبان محادثات مباشرة، وصفتها الصحيفة الأمريكية بالنادرة في بروكسل حول أعمال الشغب الحدودية والهجمات على مسؤولي الشرطة، التي أثارت مخاوف من صراع محتمل.
ومنذ إثارة التوترات، كثف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي -ناتو- ضغوطهما على الجانبين لتهدئة التوتر خوفا من زعزعة استقرار منطقة البلقان وجنوب شرق أوروبا، دعا الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، صربيا وكوسوفو لعدم تصعيد التوترات، معرباً عن استعداد الحلف للتدخل للحفاظ على الاستقرار.
مستقبل غامض لمحادثات صعبة
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش: أنا ذاهب إلى مناقشات مختلفة من وزارة الخارجية تومورو، نحن لا نتفق تقريبا على أي شيء" .
وتابع: "هذا الأمر لا يعتمد عليّ، هناك جيل جيد من الشباب (الصرب) في كوسوفو لن يتسامح مع هذا الوضع، لا يريد تحمّل الرعب، لا يرى كوسوفو دولة مستقلة إنما أرضا تابعة لصربيا، بموجب القانون الدولي".
ولم تعترف بلجراد يومًا بالاستقلال الذي أعلنته كوسوفو عام 2008 بعد عقد من حرب دامية خلفت 13 ألف قتيل معظمهم من ألبان كوسوفو. منذ ذلك الحين، تشهد المنطقة اضطرابات بين الحين والآخر. ولا يعترف صرب كوسوفو البالغ عددهم حوالى 120 ألفًا، ثلثهم يعيش في الشمال، بسلطة بريشتينا ولا يزالون أوفياء لبلغراد.
وكرر كورتي يوم الأربعاء تحذيراته من أن صربيا تشكل تهديدا لبلاده، بتشجيع من حليفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
"مؤسسات كوسوفو والمواطنين . . . لدي سبب لتوخي الحذر بشأن النهج المدمر لجارتنا الشمالية تجاه كوسوفو والمنطقة بشكل عام".
وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على مدى تباعد البلدين ومواقفهما قبل المحادثات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي ، حيث لم يتمكن البلدان من تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه في يونيو بشأن الحصول على إمدادات الكهرباء ودفع ثمنها.
وقال الرئيس الكوسوفي «كورتي» في مقابلة هذا الشهر إن الصرب في شمال كوسوفو لم يدفعوا ثمن الكهرباء منذ عقود، كنوع من الاحتجاج السياسي، مضيفا أن هذا يكلف بريشتينا - عاصمة البلاد - ملايين اليورو شهريا.
وأكد كورتي قائلا: "لم أرغب في عزلهم والتسبب في أزمة، وكذلك إظهار ذريعة لصربيا للتدخل أو ربط الشمال بشبكة الكهرباء الخاصة بها — لكن هذا الوضع غير مستدام". "لقد توصلنا إلى اتفاق في يونيو ولكن لم يتم تنفيذه.”
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، وهو يقف بجانب «ستولتنبرغ» الأمين العام للناتو في مؤتمر صحفي في مقر الحلف يوم الأربعاء ، إن كوسوفو وداعميها الدوليين يجب ألا " يبتزوا صربيا، أو يأمروا صربيا بكيفية التصرف، انها لن تقبل هذه الطريقة.
ولدى حلف شمال الأطلسي أكثر من 3700 جندي في كوسوفو بموجب تفويض من الأمم المتحدة للحفاظ على الاستقرار.
وبيَّن أن الحلف يواصل مراقبة الوضع من كثب، وأن قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات بكوسوفو "كفور" مستعدة للتدخل إذا تعرض الاستقرار للخطر.
وشدد ستولتنبرغ على وجوب إقامة صربيا وكوسوفو حواراً لحل خلافاتهما.
وأكد دعمهم الحوار الذي يسيره الاتحاد الأوروبي بين بلجراد وبريشتينا، مشدداً على وجوب أن تكون الأطراف بنّاءة في عملية الحوار.
وقال ستولتنبرغ:" إذا لزم الأمر ، سنحرك القوات وننشرها عند الحاجة ونزيد من وجودنا"، "لقد قمنا بالفعل بزيادة الوجود في الشمال. ونحن على استعداد لفعل المزيد.”
وانفصلت كوسوفو التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999، وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، لكن بلجراد لا تزال تعتبرها جزءاً من أراضيها وتدعم الأقلية الصربية فيها.
وفي 19 أبريل 2013 وقّعت صربيا وكوسوفو "اتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين" التي وصفها الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بـ"التاريخية".