الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

«مهرجان الأراجوز» المصري يُعيد إحياء التراث الشعبي.. والجمهور عنصر فاعل في اللعبة المسرحية

عم صابر شيكو أشهر
عم صابر شيكو أشهر لاعبي فن الأراجوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«نبيل بهجت»: الجمهور عنصر فاعل في اللعبة المسرحية
«الحجراوى»: أحد مكونات الهوية التى شكلت وعى ووجدان المصريين عبر مئات السنين

على مدار ثلاثة أيام، احتفى «مهرجان الأراجوز المصري»، فى دورته الثالثة على التوالى، والذى تنظمة فرقة «ومضة» لخيال الظل والأراجوز، وبالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، حيث أقيم المهرجان خلال الفترة من ١٥ حتى ١٧ أغسطس الجارى، فى بيت السنارى الأثرى بمنطقة السيدة زينب. ويتضمن المهرجان عددا من الفعاليات الفنية ونمر الأراجوز الجديدة وعروض خيال الظل، وعددا من المحاور الفكرية التى استهدفت إحياء التراث الثقافى الشعبى وفن الأراجوز، ويأتى المهرجان استكمالًا لدور فرقة ومضة فى إحياء والحفاظ على فن الأراجوز من الاندثار بعد تسجيلة على قوائم الصون العاجل باليونيسكو.
 

عروض الأراجوز والقدرة على الإنفتاح
وتناولت أولى المحاور الفكرية للمهرجان موضوع الأراجوز وخيال الظل الفلسفة والاستيراتيجيات، والتى تحدث فيها الدكتور عبد الكريم الحجراوى، والدكتور نبيل بهجت، مؤسس ومدير المهرجان، حول مدى قدرة تلك العروض على الانفتاح على كل الأماكن بحيث يمكن تنفيذ العرض فى أى مكان. وقال «الحجراوي»: «يحتل الأراجوز وخيال الظل مكانة كبيرة فى الذكراة الشعبية المصرية وهو أحد مكونات الهوية التى شكلت ووعى ووجدان المصريين عبر. مئات السنين وقد عانت هذه الفنون الشعبية فى الآونة الأخيرة لهجمة شرسة بفعل التقدم التكنولوجي».
وأضاف: «فضلا عن المزاج النخبوى الذى ظل يحتقر هذه الفنون إلى أن قدر أساتذة يعيدون هذه الفنون إلى الواجهة ويحمونها من الاندثار ويعرفون الناس بمكانة هذه الفن وكان الدكتور نبيل بهجت من هؤلاء المهمومين بحماية هذا التراث والفن الفرجوى المصرى من الضياع وتعريف العالم كله لا المصرى بمكانته رافعا شعار لدينا ما ننافس به وقام بكتاب ملف وتسجيل الأراجوز على قوائم اليونسكو وتعد هذه الفنون امتداد لتراث المصرى القديم الذى مازالت الجداريات فى المعابد المصرية شاهدة عليه وموثقة له».
وتابع «الحجراوي»: «وتتميز الفنون الفرجوية الشعبية مثل السير الشعبية والأراجوز وخيال الظل البساطة فهى مسارحنا التى تحتاج إلى تكلفة تقام فى الشوارع والساحات وتخلق حالة من البهجة وأشاد د. عبدالكريم بالجمهو النوعى للمهرجان الذى يسعى خلف كل ما يرسيخ الهوية المصرية فى ظل عصر السموات المفتوحة».

كيف نحمى تراثنا الغنى بالثقافة الشعبية
فيما تناول الدكتور نبيل بهجت، محددا الفلسفة والاستراتيجيات لتلك العروض فى عدد من النقاط، قائلًا: «إن الأراجوز وخيال الظل ارتبط منذ اللحظة الأولى بالفضاء العام عرضًا وإنتاجًا لذا كان السؤال عن مشروعية هذا الفن متكررا، والذ تجسد فى إمكانية هذه العروض فى المراوغة كما حدث خلال فترة حكم صلاح الدين، والسلطان سليم الأول، والتى تجسدت على سبيل المثال فى نهاية (عجيب وغريب وطيف الخيال) كنموذج واضح على مراوغة الفنان للحصول على جواز المرور، وإتاحة المضمون الذى يريد عرضه، كذلك نلمح تلك المراوغة فى أسلوب التحريك قديمًا».
أما عن موضوع التستر؛ فأوضح «بهجت»، قائلًا: «حدد أنه للستارة وظيفة أكبر من كونها وسيط عرض إذ تعمل على الحماية بالحجب، وتختلف بذلك عن القناع الذى يعمل على الهوية تغيرا أو إخفاءً أو تأكيدًا، ليتحمل الجزء المرئى من العرض مسئولية المنطوق به، هذا بالإضافة إلى المرونة والتكرار فهو جزء أصيل من فلسفة تلك الفنون فالدمى والمناظر فى بنية خيال الظل الذى يتكون من وحدات زخرفية مكررة بشكل هندسى يتسم بالتناغم والتوازي».

وأكد بهجت خلال كلمته، أن المتأمل لتلك العروض يجد أن الجمهور عنصر فاعل فى اللعبة المسرحية، ودائمًا ما يحرص اللاعب على إدماج تفاعلاتهم للمساعد فى الانتصار على العناصر السلبية فى العرض، فجمهور تلك العروض فى حاجة للشعور بالتحقق والإنجاز بالانتصار، ليخلق ذلك داخله نشوة مؤقتة بتلك الانتصارات الصغيرة تضيف للمتعة والتسلية وظيفة التنفيس من القهر الاجتماعى والسياسى والدينى، وهو ما يحتاجه الإنسان البسيط ليكمل حياته فى ظل منظومات تخرجه من معادلتها.
الإحكام والسهولة والمتعة

كما أن عروض الأراجوز وخيال الظل تتميز بعناصر الإحكام والسهولة والمتعة، فسهولة القصة وسلاسة الحبكة ووضوح الشخصيات ونوازعها أول ما يلاحظ فى تلك الفنون كما تعكس الدمى- التى احتفظت بها المتاحف عبر العصور المختلفة - درجة الإحكام فى التصميم.
وبالرغم من بساطة الحدث فى بابات ابن دانيال إلا أن إلمامه بالمحسنات البديعية، ومقدرته الشعرية، والتجاور بين الفصحى والعامية، واستخدام السجع والجناس التام والناقص والطباق والمقابلة وفن التحامق كمحسنات بديعية، وكشف متناقضات الواقع آنذاك كل هذه العناصر صاغة نصه بالإضافة إلى بعض المفردات التى تستهدف المتعة فى المقام الأول وتخلق السهل الممتنع.
وقد انتقلت تلك السمات «للمخايلين» الجدد وأكسبتهم قدرة على الأداء المركب السلس فغالبًا ما يبدأ العرض بحدث بسيط تتوالى بعده الأحداث ممتزجة بالفكاهة والغناء ملتمسة سرعة الإيقاع والتماسك والسهولة وعدم التعقيد كمتلازمات لتلك العروض تصنعها مهارة اللاعب وتناغمه مع مساعديه والجمهور والوعى بأهمية المتعة كحافز للجمهور وللاعب أيضًا، فخلف الستارة مساحات للعب والضحك والغناء والمتعة، بما يمثل دافعًا للفنان للاستمرار رغم كل التحديات.

المهرجان يُعيد إحياء «فن خيال الظل» ويجذب الأطفال من خلال استلهام التراث
 دعوة شركات الإنتاج وصناع المحتوى للاستثمار فى الأراجوز.. أبرز التوصيات
 

فى ختام المهرجان؛ خرجت عدة توصيات، ألقاها الدكتور نبيل بهجت، مؤسس ومدير المهرجان، 

أولا: ضرورة تدريس فلسفة واستراتيجيات الفنون الشعبية  كمقرر اساسي في الكليات والمعاهد المهتمة بالتمثيل والفنون الشعبية، ثانيا: التنبيه على خطورة الخلط بين مصطلحات التوظيف والاستلهام والاستعادة  والتأكيد معنى  وعمل كل من تلك المصطلحات حال التعامل مع التراث وتقديمه.

 ثالثا:ضرورة العمل على خلق كنوز بشرية جديدة بمنطق الأسطى والصبي الذي يعتمد على نظام المعايشة التي تمتد لعقود لصناعة الكنز البشري، رابعا: التأكيد على خطر الرواة المزيفين على فن الأراجوز والتراث الشعبي بشكل عام وضرورة الوعي بالفرق بين الراوي الأصلي /الكنز البشري والراوي المزيف،  خامسا: دعوة شركات الإنتاج وصناع المحتوى للاستثمار في الأراجوز وغيره من الفنون الشعبية  سادسا-فتح أفق الشركات العالمية والإقليمية مع الفنون المماثلة للأراجوز في مختلف دول العالم ولقد شهد حفل الختام إقبالا جماهيرا كذلك أشاد الحضور بالتنظيم والمستوى الفني للعروض.