أكدت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية أن الهند تسجل حضورًا لافتًا في مجال الفضاء العالمي، رغم فشل محاولة المهمة الهندية الأخيرة لإطلاق أقمار صناعية صغيرة إلى الفضاء الشهر الجاري، إلا أن قدرتها التنافسية الشاملة في مجال الفضاء تتعاظم.
وذكرت دورية "ذا ديبلومات" المتخصصة في الشئون الآسيوية أن صاروخ الإطلاق (SSLV) الذي صممته وكالة الفضاء الهندية يحمل خيارات أكثر كفاءة نظرًا لتكلفته المنخفضة، ووقت دورانه المختصر، والمرونة لاستيعاب أقمار صناعية متعددة، ولا يحتاج سوى الحد الأدنى من متطلبات البنية التحتية للإطلاق، ويستغرق ثلاثة أيام وستة أشخاص لكل يعمل.
وبينت "ذا ديبلومات" - في تقرير لها - أن الهند أطلقت أحدث صاروخ لها، وهو مركبة إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة، والتي فشلت وكانت تحمل قمرين صناعيين أحدهما قمرًا صناعيًا للاستشعار البصري عن بعد بدقة عالية، بينما يهدف القمر الصناعي الآخر لقياس الإشعاعات، فيما عزت وكالة الفضاء الهندية الإخفاق إلى عطل في جهاز الاستشعار أو "مشكلة في المستشعر" وبسبب هذا الفشل، لم تعد لأقمار الصناعية "صالحة للاستعمال"، لكنها أكدت أن كل مراحل إطلاق الصاروخ كانت تعمل بكفاءة بما في ذلك مراحل الدفع، والأجهزة الكلية، وتصميمها الديناميكي الهوائي، والهندسة المعمارية الكاملة للصاروخ.
وأكدت "ذا ديبلومات" أن وكالة الفضاء الهندية سوف تجدد محاولة إطلاق الصاروخ والأقمار الصناعية خلال نوفمبر القادم، إذ يعد صاروخ الإطلاق (SSLV) يعمل بشكل جيد وإنجازًا بحد ذاته، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا كان إطلاقه الأول.
وذكرت "ذا ديبلومات" أن وكالة الفضاء الهندية تنظر إلى صاروخ الإطلاق (SSLV) كخيار ليس فقط للهند، ولكن أيضًا لعملاء إطلاق الصواريخ من جميع أنحاء العالم، إذ تتوقع أن تستقبل طلبات بـ 20 صاروخا، وسط توقعات بتحقيق الهند حضورًا في قطاع الفضاء، ولدى الهند بالفعل مجموعة من الصناعات التي تعمل معًا مما يمكن أن يزيد من القدرة التنافسية الشاملة للهند.
وأشارت إلى أن الهند شرعت في برامج ومهام معقدة ما يفسر بعض الإخفاقات مؤخرًا، خصوصًا مع اقترابها من إطلاق مهمة الفضاء البشرية لكنها أرجأت تنفيذ المهمة للعام المقبل حيث كان من المقرر إطلاقها العام الجاري، ما يشير إلى نهج وكالة الفضاء الهندية التي تتخذ مسارًا حازمًا وحكيمًا للمستقبل، بدلًا من المخاطرة بالفشل الذي سيكون له تكاليف بشرية ومادية.
