السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

المسرحجي.. الذى كره السينما

أحمد كمال
أحمد كمال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سرى اللون الأبيض في شعره ونُحل من مقدمة رأسه ونحتت التجاعيد علامات في وجهه، فالزمن يجري ويسترد الشباب ولا يقدر أحد على هزيمته، لكنه لم يمح من وجه الفنان أحمد كمال الابتسامة المرسومة على شفتيه، أو ذلك الهدوء في عينه، أو التواضع الذي يميزه. لم تجد إسعاد يونس حين قدمته للجمهور أقرب من هذا التعريف: «سترى التواضع دائما فيه إلا إذا ما تطلب الدور غير ذلك».

لم ينشغل كمال بالأضواء، ولم تبهره حين سلطت عليه، فالممثل في تعريفه هو الباحث، وهذا ما يفسر سر تواضعه، فالمبُحر في العلم يدرك جيدا مهما بلغ أن أمامه الكثير.

وإذا قضى كمال أكثر من 40 عاما من حياته ممثلا، فإن نصفها كان مدرسا للتمثيل، أخرجت ورشه العديد من النجوم، منهم نيللي كريم وحنان مطاوع ومنة شلبي وأحمد الفيشاوي وباسم سمرة وأحمد مالك وبسمة وآخرين. لا يتعامل كمال مع تلاميذه كمحاضر يلقي التعليمات ويُرسي القواعد ويراقب الأداء، بل يعيش معهم داخل حلبة التمثيل وخارجها: «بتفاجئ أحيانا من طريقة شاب في التجسيد، مابكنش متوقع ده، وده بيفتح عندي أفاق جديدة»، وهو أيضا ابن ورش التمثيل، فقد درس مع 26 مدربا مصريا وغير مصري في دول عدة.

رغم الملامح الجادة على وجه أحمد كمال، فقد بدأ ممثلا كوميديا على المسرح، الذي بدأت العلاقة بينهما منذ المدرسة وصولا إلى الثقافية الجماهيرية والفرق المستقلة وكذلك مسارح البيت الفني، فقد جاب على خشبات المسرح مشكلًا تاريخًا موازيًا لتاريخه في السينما والدراما.

 وعلى خشبة المسرح أحب أحمد كمال، عبلة كامل وتزوجها، قبل أن ينفصلا لاحقًا، محافظين على ما بينهما من ود، ولم يكن زواجه الثاني بعيدا عن المسرح، فاللقاء الأول بينهما كان في الكواليس، فخطفت المتفرجة المثقفة، التي حيته على أدائه، قلبه بروحها الجميلة وعقلها، فوقع في الحب من أول نظرة.

حين تلقفه مخرجو السينما حصروه في الأدوار الجادة وربما المركبة، ولم يكن هذا السبب الوحيد الذي جعل كمال لا يحب السينما في بدايته، ولكن ممثل المسرح بداخله لم يعجبه تقطيعات التصوير في السينما، وتصوير المشاهد بغير ترتيب كتابتها.

ما زال الفنان أحمد كمال يتعامل مع التمثيل بروح الهاوي «يشارك في الأفلام القصيرة مجانا»، لكن بتكنيك المحترف، وهو الشريك الرسمي لعالم داود عبد السيد، شخصية خارجة من عالمه، كما وصف نفسه، وللمصادفة فإنه ابن الكيت كات، وقضى طفولته ودراسته بين الكيت كات والعجوزة، ولم يذهب بعيدا في مرحلته الجامعية، فقد درس التاريخ في جامعة القاهرة، مستلهما من أحداثه وشخصياته دروسا في الدراما.

 ولم يكن داود عبد السيد المخرج الكبير الوحيد الذي دخل كمال عالمه، فقد استعان به كبار مخرجي الثمانينيات، مثل محمد خان وخيري بشارة ويسري نصر الله، وكذلك أسامة فوزي، ومد كمال الخط على استقامته مع جيل الوسط والشباب فلم يعمل، في أغلب الأحيان، إلا مع من يلتقون معه فكريا.

فمن نبيل الخراط وسليمان إلى الأستاذ عبدالسلام وهارون والشيخ يحيى وحسين الزهار وصولا إلى شحاتة، وقع أحمد كمال عقدا افتراضيا مختوما مع جمهوره بختم الجودة، إن لم يكن للعمل، فلدوره على الأقل.