اختتمت فعاليات مهرجان الأرجوز المصري في دورته الثالثة، أمس الأربعاء، والذي نظمته فرقة "ومضة" لخيال الظل والأراجوز، وبالتعاون مع مكتبة الاسكندرية ، وأقيم المهرجان خلال الفترة من 15 وحتى 17 أغسطس الجاري في بيت السناري الاثري بالسيدة زينب.
وشهد المهرجان على مدار فعالياته اقبالاً كبيرًا من الجمهور، خاصة الأطفال والذين أظهرا تفاعلاً كبيرًا مع فقرات و"نمر الأراجوز" المضحكة والمفيدة أيضًا، وجاءت الندوة الختامية بعنوان «الأراجوز والفنون البصرية» والتي تعرض فيها الدكتور إبراهيم سلام لأثر الأراجوز على الفن التشكيلي والسينما، متناولاً استلهام بعض الفنانين له في أعمالهم التشكيلية والسينمائية.
ووقف الدكتور إبراهيم حول "نظرية التصميم الفطري" شارحًا الوعي بالخطوط العامة فيها والانضباط التلقائي داخل الأعمال الفطرية التي ينتمي إليها الأراجوز وهو بخلاف الانضباط الهندسي، قائلاً :«أن التلقائية تتيح حرية في التنفيذ والتعبير مع الالتزام بالثوابت العامة، وفي حالة الفنون الشعبية، علينا أن نلتزم بالخامات الأصلية في حالة اعادة التراث واستبدال الخامات الأصيلة بأخرى مستحدثه كالبلاستيك هو تزيف للتراث وانحراف عن مساره».
واستكمل: «كذلك فإن إعادة البعض لأشكال الدمي التراثية من خلال الوعي الهندسي يكشف عن نقص الخبرة في فهم نظرية التصميم التلقي التي تأسس عليها الفن الشعبي، مشيدًا بتجربة الفنان التشكيلي "حلمي التوني" التشكيلية وكيفية توظيفه لمفردات من التراث منها الأراجوز داخل لوحاته.
مشيرًا إلى تجربة فيلم الأراجوز وغيرها من الأفلام التي تناولت الأراجوز بالعرض كأحد تجليات الأراجوز في الفنون البصرية المختلفة وتحدث أن استلهام التراث يتطلب دراسة واعية للعنصر المستلهم وأشار لعدد من الفنانين الذين خصصوا عددا من أعمالهم لاستلهام الأراجوز.
وأشار الدكتور نبيل بهجت مؤسس ومدير المهرجان، إلى أن بعض تلك الأفلام استهدف استلهام الأراجوز والاستلهام والتوظيف حق أصيل لكافة الفنانين كيفما أرادوا ، بينما الاستعادة وتقديم التراث حق الكنز البشري فقط ، والخلط بين تلك المفاهيم تعدي على حقوق "الكنز البشري".
وجاء العرض المسرحي لليوم الثالث كنموذج عملي وتطبيقي على مفاهيم التوظيف والاستلهام حيث قدم من خلال الراوي والأراجوز وخيال الظل لغة مسرحية تقف بقدم في التراث والأخرى في الواقع والعرض بطولة لاعب الأراجوز صابر شيكو والفنانين محمود سيد حنفي ومصطفى الصباغ وعلي أبو زيد وصلاح بهجت والجدير بالذكر أن اللاعب صابر شيكو من أقدم الفنانين الممارسين لفن الأراجوز حتى الأن.
وفي الختام ألقى الدكتور نبيل بهجت عددا من التوصيات التي توصلت إليها حلقات النقاش المختلفة وذلك على النحو الآتي أولا : ضرورة تدريس فلسفة واستراتيجيات الفنون الشعبية كمقرر اساسي في الكليات والمعاهد المهتمة بالتمثيل والفنون الشعبية، ثانيا: التنبيه على خطورة الخلط بين مصطلحات التوظيف والاستلهام والاستعادة والتأكيد معنى وعمل كل من تلك المصطلحات حال التعامل مع التراث وتقديمه، ثالثا: ضرورة العمل على خلق كنوز بشرية جديدة بمنطق الأسطى والصبي الذي يعتمد على نظام المعايشة التي تمتد لعقود لصناعة الكنز البشري، رابعا: التأكيد على خطر الرواة المزيفين على فن الأراجوز والتراث الشعبي بشكل عام وضرورة الوعي بالفرق بين الراوي الأصلي /الكنز البشري والراوي المزيف، خامسا: دعوة شركات الإنتاج وصناع المحتوى للاستثمار في الأراجوز وغيره من الفنون الشعبية، سادسا: فتح أفق الشركات العالمية والإقليمية مع الفنون المماثلة للأراجوز في مختلف دول .