أكد الفنان التشكيلى ماهر عبد القادر، أن اكبر أزمات الفن التشكيلى فى مصر، هى قلة الجمهور المتابع، مشيرا الى ان المتابعة ربما
شبه منحصرة فى الفنانين، حيث أن عددهم أكبر من محبى الفن فى أى افتتاح لأى معرض.
وأضاف "عبد القادر" فى تصريح خاص لـ “البوابة نيوز" ، أن قلة موارد الفنانين المادية يُعد ثانى سبب لازمة التشكيلين،موضحا أن الفنانين مضطرون إلى إمتهان مهن آخرى بخلاف الفن التشكيلى، ويتسبب ذلك فى تشتيت تركيزهم عن التأمل الفنى وتطويره.
وتابع: "بالتأكيد الأزمة الإقتصادية فى مصر والعالم تؤثر سلبا فى سوق الفن،على الأرجح الفنان يشوف السوق محتاج إيه مثل اللوحات الديكورية ليستطيع بيع أعماله التى قد لا تعبر عنه، وهذا بإستثناء بعض الفنانين المثابرين الذين يجاهدون فى الاستمرار حتى يحالفهم الحظ".
وأردف: "حل أزمة التشكيليين من وجهة نظرى تتطلب تضافر جهود أصحاب الجالريهات مع الفنانين والإعلام، لزيادة عدد محبى الفنون والمقتنين للفن وزيادة المساحة الإعلامية عن الفنانين وابدعاتهم".
واشار الى " أن الإعلام بعيد جدا عن تغطية المعارض الكثيرة، والتى فى أغلبها مميزة لفنانين محترمين، أو فنانين شباب لهم تجاربهم المحترمة، وربما هذا بسبب عدم وجود جمهور عريض، أومتابعين لأخبار الفن التشكيلى،وبعيد عن المعارض،والأستديوهات، والورش الخاصة بالفنانين، هى فى حد ذاتها تستحق المشاهدة لأنها تحمل كل حياة الفنان وتجاربه وافكاره الإبداعية،لأن الفن تجربة شخصية، فالفنان داخل مرسمه أيضاً يحتاج للحوار والمكاشفة عن حقيقة معاناته الإبداعية".
وأكد "عبد القادر" أن فن الديجيتال بالتأكيد يؤثر بشكل سلبى، لأنه أسهل فى التنفيذ ونتيجته تكون مبهرة فى أغلب الأحيان،وأسهل وأرخص فى الإقتناء كمطبوعة، أو حتى أكثر إمتاعاً للعيون، موضحًأ انه يمكننا مشاهدة عشرات اللوحات لعدد من الفنانين فى دقائق ودون أن نبرح أماكننا، حتى فى مجال التصوير، والرسم الصحفى، أو رسوم قصص الأطفال (وهذه تجربتى الفنية على مدار ربع قرن تقريباً) نجد أن فن الديجيتال ألأكثر تطوراً وإبهارا.
فى سياق متصل روى الفنان ماهر عبد القادر تجربته الشخصية مع الجاليرهات الخاصة قائلا: "تجربتى مع أصحاب الجالريهات الخاصة أن البعض قد يرى أن اسم الفنان يرتقى عن العمل نفسه، وذلك لمتطلبات السوق، والبعض يحب أن يقدم الجديد والمميز، والبعض يعيد إكتشاف فنانين لم يحالفهم الحظ فى الإنتشار، وبشكل عام يكون لكل جاليرى مجموعته من الفنانين(شلته) وقد يضيف كل موسم فنان أو أكثر، وبشكل عام نجد أن الجالريهات الخاصة أصبحت متنفساً للفنانين لقلة قاعات العرض العامة، والتى قد تحجز مقدما سنوات حتى يأتى دورك.. أو بالوساطة والمعارف".
