يأتي ١٧ أغسطس من كل عام ليذكرنا بقامتين سياسيتين كبيرتين أفنيا حياتهما من أجل الوطن والبسطاء، ووقفا ضد القهر والظلم، وتصديا للفكر الإرهابى في الوقت الذى كان يخشى البعض فيه أن يعبر عن رأيه.
الأول هو فارس الديمقراطية، عضو مجلس قيادة ثورة يوليو، ومؤسس حزب التجمع، خالد محيي الدين، الذي ولد في يوم ١٧ أغسطس، والثاني هو المناضل السياسي الكبير والمفكر الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق، الذي توفي في يوم ١٧ أغسطس، الذي دافع عن الوطن في أصعب فتراته بشرف ضد محاولات اختطافه من قبل الجماعة الإرهابية.
أعضاء مجلس النواب عن حزب التجمع، قالوا إن ١٧ أغسطس يوم تاريخي يذكرنا بالراحلين الخالدين خالد محيى الدين ورفعت السعيد، اللذين قدما للوطن عطاءً كبيرًا خلال مسيرتهما، وتركا من خلفهما حصنًا متينا بما تم تأسيسه على قيم نضالية أخلاقية تقدر قيمة الوطن.
«خالد» و«ورفعت».. جمع بينهما البحث عن الحقيقة والحق والعدل
قال النائب عاطف المغاوري، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، إن الذكرى التى تحل هذا الشهر تحمل كل معاني الوفاء لرمزين من الحركة التنويرية وحركة البحث عن الحرية والعدل والمساواة وحق المواطن وحق الوطن.
وأضاف «المغاورى» لـ«البوابة»: «جمع بينهما البحث عن الحقيقة والحق والعدل وحقوق الوطن والمواطن، فكانت لهما رفقة في مجلس السلم العالمى، وأيضًا فى تأسيس حزب التجمع عام ١٩٧٦ وتزاملا حتى اللحظات الأخيرة في حياة كل منهما».
وأضاف رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع: في هذه المناسبة نتذكر المعاني الجميلة والوفاء لما قدموا لهذا الوطن من عطاء أن نستكمل مسيرتهم، وفي حقيقة الأمر أن الراحلين تركا من خلفهما حصنًا متينا بما تم تأسيسه على قيم نضالية أخلاقية تقدر قيمة الوطن، ولا تزايد، ولا تستخدم طريق المزايدة، ولكن تتكلم وتبحث عن الحقيقة وتتخذ الموقف الصحيح في الوقت الصحيح وهو حزب التجمع.
وتابع «المغاورى»: «على ربوع الأمة وفي اتساع الوطن العربي وأرض مصر، هناك من نسميهم في العرف المريدين أو الذين تربوا على فكر ومواقف الأستاذ خالد محيي الدين، والدكتور رفعت السعيد اللذين أضاءا الطريق وجعلا من مسيرة التنوير مسيرة حقيقية لها عنوان ورموز وجماهير، كما أن رفعت السعيد صك بعض المصطلحات التي أصبح يتم تداولها في كل الأبحاث السياسية والمحافل الدولية والمحافل البحثية، فهو صاحب مصطلح (المتآسلمين) و(التأسلم)، ورفض أن يسمي كل من يتاجر بالإسلام بـ(المسلمين)، سواء كانوا إخوانًا أو جماعات أو غير ذلك، وتصدى للفكر الإرهابي في الوقت الذي كان البعض يخشى أن يعبر عن رأيه وموقفه لما كان يمارس من إرهاب وتهديد لكل من كان يتجرأ ويكتب كلمة أو يقول كلمة تكشف حقائق هؤلاء».
واختتم: «أقول للدكتور رفعت السعيد نم هادئًا قرير العين، لك كل التحية والرحمة وخالص الدعاء، ومسيرتك لن تتوقف، فالآن في مصر أصبحت فكرة مواجهة الإرهاب والتشدد ليس تيارًا يتحرك بحرج وبحرص، ولكن هناك اتجاها عاما في مصر، الآن حتى في رأس الدولة من يحمل هذا الفكر الذي عشت من أجله، وأفنيت عمرك من أجله، من أجل كشف الذين يتاجرون بالدين، وأنك ناضلت كثيرًا منذ كنت صبيًا فأعطيت وضحيت فكان جزاؤك أن مسيرتك تستمر بمن يحمل هذه الراية».
وقال علاء عصام، عضو مجلس النواب عن حزب التجمع، إن خالد محيى الدين أفنى حياته من أجل الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وناضل ضد القهر والظلم والفقر في العالم كله، لافتًا إلى أن فارس الديمقراطية أحد قادة ثورة يوليو التي أنقذت مصر من الاستعمار والأمية وأعادت للفلاح حقوقه المنهوبة، وحولت مصر لجمهورية حرة تناضل من أجل استقلال الشعوب المستعمرة في أفريقيا والوطن العربى.
وأضاف «عصام» لـ«البوابة»، أن أول رئيس لحزب التجمع الذي تأسس عام ١٩٧٦ رفض فكر جماعة الإخوان. وأكد أن «محيى الدين» وقف مع «السعيد» وقفة تاريخية عندما تم فصله من «أخبار اليوم»، وقال «محيى الدين» لـ«السعيد»: «لا تقلق على مستقبلك وسنتقاسم راتبي»، فرفض «السعيد» ذلك الحل، الأمر الذي جعل خالد محيى الدين يساعده في العمل في أحد المؤسسات الثقافية حتى يتفرغ للقراءة والبحث في المكتبة. ولفت عضو مجلس النواب عن حزب التجمع، إلى أن رفعت السعيد ألف أكثر من ٥٠ كتابًا وبحثًا، وأسهم فى إثراء المكتبة العربية والعالمية، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أثينا بسبب إسهاماته الفكرية والنضالية. وأشاد عضو مجلس النواب عن حزب التجمع، بنضال خالد محيى الدين ورفعت السعيد قبل ثورة يوليو وبعدها إلى أن رحلوا عن عالمنا، وكانا في منتهي الحكمة خلال ثورة يناير، ثم ناضل رفعت السعيد مع أعضاء حزب التجمع لإسقاط الإخوان في ٣٠ يونيو.
وكشف «عصام» عن اتصال دار بين المشير حسين طنطاوى وخالد محيى الدين عقب ثورة يناير، واستمع «طنطاوى» لرؤيته وحكمته رغم مرضه الشديد، ثم لم يستطع «محيى الدين» متابعة الأوضاع بسبب مرضه