الأربعاء 06 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سيرة جيل ودوره فى الحياة العامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى حياتى العملية لم أعمل بالسياسة قبل حزب التجمع، ولكننى كنت مهتمًا بالحياة العامة وبتطوراتها حتى أننى شاركت فى مظاهرات سنة ١٩٦٨ بمدينة المنصورة اعتراضًا على محاكمات الطيران بعد نكسة ١٩٦٧ وهى المظاهرة الشهيرة، التى جرى مثلها فى جامعتى القاهرة والإسكندرية وغيرهما.


المنصورة وفى أوائل السبعينيات وبعد أحداث النكسة، كانت تعج بالتيارات المختلفة.. كان السلفيون والتيارات الإسلامية منتظمين فى المساجد مثل جامع السنيين ومسجد فريد المصرى والذى شهد بداية تكوين الجماعات الإسلامية، وكان اليساريون والناصريون وباقى القوى متواجدين فى أنشطة قصر ثقافة المنصورة وخاصة نادى السينما وكانوا من طلاب جامعة المنصورة والذين ذاع صيتهم بعد ذلك فى الحياة الثقافية والسياسية المصرية، وكان ضمن أعضاء نادى السينما عمالا وعاملين بكهرباء طلخا بفضل دور وإسهامات الدكتور فائق فريد المهندس اليسارى عندما كان رئيسًا لمنطقة الكهرباء وكانت اشتراكاتهم مجانية.


كانت الطرق ممهدة لجيلنا للانضمام لحزب جديد يعبر بصدق عن المرحلة.. حزب جديد بتوليفة مصرية خالصة تعبر عن توجه اجتماعى واضح ورؤية عربية عصرية واقتصاد موجه لمصلحة مجموع الشعب، ولم يكن حزب التجمع مجرد حزب سياسى، ولكن مدرسة كاملة فى الحياة والثقافة والسياسة تمازج فيها خبرة القدامى من المناضلين وفورة وحماس الشباب، ومن آثار هذه المدرسة وروحها العملية أنها أبعدتنا كليةً عن ثرثرات مثقفى القهاوى وكان للدور التثقيفى والتنويرى لقادة الحزب ومثقفيه أن نكتسب الوعى، وكان للدكتور رفعت السعيد الدور الأكبر، وخاصةً كتبه عن تاريخ الحركات الاشتراكية وكتبه عن حسن البنا ومصطفى النحاس وأحمد عرابى، واستطاع من خلال مهامه التنظيمية وأسلوبه المميز العبور بالحزب من أزمات كبرى، كما كان صاحب انحياز واضح يحسب له حتى لو لم يعجب البعض ضد الإسلام السياسى واكتشف مبكرًا كل مناورات وتكتيكات هذا التيار المخادعة، ونبهنا إلى خطورة ذلك التيار.
كان مكتب الدكتور رفعت دومًا مفتوحًا لنا ويستقبلنا بكل ترحاب، وقد ذهبت إليه مرات عديدة من المنصورة حاملًا شكاوى زملائى فى العمل وكان يرسلها بكل ترحاب للمختصين.
فى شبابنا، كان خالد محيى الدين فى خيالنا دائمًا الصاغ الأحمر الشاب الذى تملأ كل وجهه ضحكته البشوشة منذ كان فى سلاح الفرسان، والذى دفع مبكرًا فاتورة اختياراته، وهو فى ضميرنا ليس رئيسًا لحزب التجمع فقط، ولكنه قائد وطنى بامتياز وله أولويات واضحة، وكان بتحالفاته داخل البرلمان مع رموز المعارضة من أمثال ممتاز نصار ومحمود القاضى وأبوالعز الحريرى يقدم صورة لمعارضة قوية وموضوعية كان لها دور وتأثير كبيران، ولاننسى أبدًا دوره فى تأسيس وبناء الحزب وجهده الدؤوب لدعم مواقفه ومساندة أعضائه.
ويطول الحديث فى ذكرى القائدين المؤسسين لحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى المناضل خالد محيى الدين والدكتور رفعت السعيد، وتذكر دور جيلنا فى بناء هذا الحزب الفريد بمكوناته المختلفة والتى تزاوجت فيه واندمجت التيارات الفاعلة فى اليسار المصرى من تيارات اشتراكية وقومية ودينية واعطوا مثلًا وقدوة ليس لهما مثيل فى تاريخ الحياة الحزبية المصرية وما زالت صيغة تأسيس الحزب سنة ١٩٧٦ صيغة مثالية مطلوبة للوحدة بين قوى اليسار المصرى مع وضع أساليب جديدة للتطوير اللازم للمرحلة واستبعاد الدوافع الشخصية والنزعات النرجسية التى تحول دون بناء كيان موحد يسارى قوى له رقم فى معادلات السياسة المصرية.
إن لحزب التجمع دورًا مهمًا وتاريخًا مشرفًا، يجب على أعضائه استكماله، إكرامًا لروح القائدين الراحلين، ليكون خير ممثل لليسار الوطنى غير المعولم وغير الممول وليظل بمواقفه مرتبطًا بكل مافيه مصلحة الشعب والأغلبية.
* من قيادات التجمع بمحافظة الدقهلية