يعتبر معبد فيلة الذي بدأ تشيده في عهد الملك بطليموس الثاني، وأسهم في بنائه العديد من الملوك البطالمة، والذي خصص لعبادة الإلهة إيزيس، هو المعبد الرئيسي في الجزيرة، بالإضافة للعديد من المعابد منها معبد حتحور، ومعبد حورس، وإن تصل إلى السمع كلمة "معبد فيلة"، القابع بجزيرة في نيل مصر بأقصى جنوبها، حتى يتبادر إلى ذهن من لا يعرف قصته، أن الاسم يرتبط بالأفيال، أو إنه بني في مكان اشتهر بانتشار هذا الحيوان.
ولكن الحقيقة بعيدة تماماً عن ذلك التفسير، فكلمة "فيلة"، مشتقة من فيلاي وهي باللغة الإغريقية تعني "الحبيبة"، أما الاسم العربي للجزيرة فهو أنس الوجود نسبة لأسطورة أنس الموجودة في قصص ألف ليلة وليلة، أما الاسم المصري القديم والقبطي فهو "بيلاك" أو "بيلاخ"، ويعني الحد أو النهاية، لأن الجزيرة كانت آخر حدود مصر في الجنوب، وهكذا تعددت التسميات والمعاني لمكان واحد.
وبعد إنشاء سد أسوان القديم في بداية القرن العشرين، ونتيجة للمياه العالية لخزان الماء الذي تكون مع إنشاء السد، أصبحت مياه النيل تغمر جزيرة "فيلة" ومعابدها لمدة 6 أشهر كل عام، وخلال فترة الستينات من القرن الماضي ومع قرب الانتهاء من بناء السد العالي، تفاقم الوضع وأصبحت الجزيرة وما عليها من آثار مهددة بالغرق بالكامل وإلى الأبد.
وفي عملية إنقاذ رائعة وتاريخية قامت بها اليونيسكو، جرى تفكيك مجمع معابد "إيزيس" الضخم بجزيرة "فيلة"، ونقله وإعادة تشييده فوق جزيرة نيلية مجاورة تدعى جزيرة "أجيلكا"التي تبعد بمسافة 500 متر من موقع جزيرة فيلة والتى أعدت بحيث تكون مشابهة لجزيرة "إيزيس" المقدسة بقدر الإمكان، وتبرز “البوابة نيوز” صورة نادرة لمعبد فيلة عام 1905م أثناء فيضان النيل
وقبل نقله للمكان الموجود به حاليا.