سلطت وحدة رصد اللغة الألمانية بمرصد الأزهر في تقرير لها الضوء على ما يسمى بـ "خطاب الكراهية" باعتبارها أحد الظواهر القديمة، والتي اختلفت مسمياتها باختلاف الزمان والمكان، وفي السنوات الأخيرة ازداد الحديث عن "خطاب الكراهية" وانتشاره في معظم الدول الأوروبية، وذلك كما أوضحت اللجنة الأوروبية لمكافحة العنصرية والكراهية التابعة للبرلمان الأوروبي.
وقد عرَّف موقع الاستشارية الألمانية خطاب الكراهية بأنه: "أي تعبير يحض على الكراهية والتحريض، أو الخطاب الذي يكون جارحًا ومهينًا ضد أفراد أو مجموعات معينة، والقابل للانتشار في جميع وسائل الإعلام بالكلمة أو بالصورة".
وبالنسبة لسياق الكراهية في الدول الناطقة بالألمانية: (ألمانيا، والنمسا، وسويسرا)؛ فإنه غالبًا ما يرتبط بصفحات التواصل الاجتماعي مثل: (فيسبوك، وتويتر)، وتنتشر خطابات الكراهية غالبًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أحداث معينة، يُذكر منها على سبيل المثال: الحوادث المرتبطة بالمهاجرين واللاجئين، فإذا قام أحد اللاجئين بفعلٍ يخالف القانون، فإنه يتم الحديث في وسائل التواصل بشكل عام عن تأثير هؤلاء المهاجرين على المجتمع الألماني ومخالفتهم عادات وتقاليد المجتمع، ثم يتحول هذا الحديث التحريضي إلى ما يسمى بـ (التريند) داخل أوساط معينة، يتبع هذا الحديث مئات التعليقات التي تحتوي على خطاب كراهية يحرض ضد الأجانب بشكل عام، وضد اللاجئين بشكل خاص، وتوضح الإحصائيات أن خطاب الكراهية يظهر بشكل أكبر في التعليقات على المنشورات أكثر مما يظهر في المنشورات نفسها، فمثل هذه المنشورات تستهوي فئات محددة فتنجذب إليها، وهو ما يؤكد أن خطاب الكراهية ينشأ بنسبة قليلة جدًّا من بعض الأحداث الحقيقية، أما النسبة الكبيرة منه فتنشأ عن ميول وأهواء شخصية.
وتابعت الوحدة أنه يتم توجيه خطاب الكراهية إلى فئات مختلفة، ومن أبرزها خطاب الكراهية ضد الأجانب واللاجئين والذي يأتي غالبًا من تيار اليمين المتطرف بدعوى الحفاظ على الهوية القومية، وأن اللاجئين سوف يؤثرون على الهوية الألمانية، وفي بعض الأحيان يتم التحذير من أن هؤلاء اللاجئين قد يقومون بأعمال سرقة وأعمال عنف جسدية وجنسية، وعليه ينادون بعدم استقبال اللاجئين، وإخراج الأجانب من البلاد، وهو ما يُصاحَب بخطاب كراهية ضد الأجانب بشكل عام، ويتم تكرار هذا الخطاب على منصات مختلفة، في محاولة للتأثير على الجماهير، وخلق رأي عام جمعي ضد هذه الفئة، فينتج عن هذا الخطاب التحريضي -في حالات كثيرة- حوادث عنف ضد الأجانب واللاجئين. ويبين الرسم البياني التالي دوافع خطاب الكراهية ضد اللاجئين.
ويعتبر خطاب الكراهية مُجرَّمًا قانونًا داخل ألمانيا، وله فقرات معينة في القانون، منها ما جاء في الفقرة رقم (130) من قانون العقوبات، وهي خاصة بالتحريض، وتنص على العقاب بالغرامة أو الحبس لمدة قد تصل إلى خمس سنوات، هذا وقد خصصت هيئة مكافحة الجريمة التابعة لوزارة الداخلية في ألمانيا مركزًا للإبلاغ عن جرائم الكراهية. كما اتخذت الحكومة الألمانية عدة مبادرات لمكافحة خطاب الكراهية منها: Nationales Komitee No Hate Speech (لجنة مكافحة خطاب الكراهية)، وهي مختصة بمكافحة خطاب الكراهية على الإنترنت، ويشارك فيها أكثر من ثلاثين جمعية ومؤسسة. Beratungsstelle #Gegen Hass im Netz (المركز الاستشاري ضد خطاب الكراهية على الإنترنت)، ومهمته دعم ضحايا خطاب الكراهية وتقديم النصح لهم. Bewegung gegen Hassrede (حركة شباب ضد الكراهية)، وقد صدر لها كتاب حول مكافحة خطاب الكراهية على الإنترنت بدعم من الاستشارية الألمانية.