أكد الكاتب البريطاني سيمون تيسدال، أن الحرب الروسية في أوكرانيا تثير الرعب في جميع أرجاء أوروبا.
وأشار الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن أهداف الدول الغربية تجاه الحرب في أوكرانيا كانت واضحة منذ البداية وهي إنهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا - والتي بدأت في أواخر فبراير الماضي - وتحقيق النصر على القوات الروسية في أوكرانيا وهي الأهداف التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن في مارس الماضي وأيدته كل من بريطانيا وجميع الدول الأوروبية.
ويضيف الكاتب أن الأمر الذي مازال غير واضح في الأذهان هو هل ستتمسك الدول الغربية بتحقيق تلك الأهداف ولا سيما في ظل رفض حلف شمال الأطلسي التورط في حرب أوكرانيا بشكل مباشر.
ويستطرد الكاتب أنه بعد مرور ما يقرب من ستة أشهر على بداية الحرب في أوكرانيا ما زالت الفجوة واسعة بين الوعود الأوروبية المعسولة وبين الحقيقة الماثلة للعيان، بل وتزداد تلك الفجوة اتساعًا يومًا بعد يوم خاصة في ظل خفوت الغضب الشعبي داخل الدول الغربية ضد روسيا لتحل محله الهواجس التي تنتاب أوروبا بأسرها حول العواقب الوخيمة جراء الحرب في أوكرانيا وما يستتبعها من أزمات حادة في الطاقة والمواد الغذائية والارتفاع الرهيب في تكلفة المعيشة.
ويرى الكاتب أن تلك الأوضاع تلقي بالشكوك حول مدى تماسك الموقف الأوروبي الرافض للحرب في أوكرانيا في ظل مخاوف شديدة من قطع روسيا لإمدادات الطاقة عن القارة الأوروبية كرد فعل للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
ويضيف الكاتب أن رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون أعلن أيضًا انه يجب إفشال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وأنه لا يمكن السماح لروسيا بفرض سيطرتها على أوكرانيا وفي الوقت نفسه أطلقت وزيرة خارجية بريطانيا ليز تروس، والمرشحة لمنصب رئيس الوزراء خلفًا لجونسون، العديد من الوعود المطمئنة للجانب الأوكراني مؤكدة أن بريطانيا لن تتخلى عن كييف في حربها ضد القوات الروسية.
ويرى الكاتب أن عزوف الرئيس الأمريكي عن التورط بشكل مباشر في الصراع المسلح في أوكرانيا - والاكتفاء بتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا - يعني أنه قد لا تتمكن روسيا من تحقيق انتصار صريح على الجانب الأوكراني ولكن هذا لا يعني أيضًا هزيمتها، فأصبح الأمر يبدو مثل قدر على نار هادئة والتي لن تصل أبدًا إلى درجة الغليان.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول أنه من المفارقات أن انتصار أوكرانيا في الحرب يثير كذلك مخاوف الدول الغربية من رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي قد يلجأ في هذه الحالة إلى استخدام السلاح النووي للحيلولة دون التعرض للهزيمة.