عبر الكاتب البريطاني جون هاريس عن اعتقاده أن بريطانيا على وشك الانهيار تحت وطأة العديد من المشكلات والأزمات التي تواجهها مثل تغير المناخ ونقص المياه والطاقة.
ويري الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية" أن الوضع المتردي الحالي هو نتاج عقود طويلة من الفشل السياسي في معالجة تلك الأزمات وهو الفشل الذي يدفع ثمنه الباهظ الآن الشعب البريطاني".
ويقول الكاتب إن صحف "ذي إيكونوميست" و"فينانشال تايمز" و" ديلي تيليجراف" تشير إلى أنه من الواضح أن هناك حالة من الفشل والعجز عن مواجهة تلك المشاكل والأزمات التي تجتاح جميع جوانب الحياة في بريطانيا حاليًا.
ويستطرد الكاتب أن بريطانيا أصبحت تعاني في الوقت الحالي من ارتفاع تكلفة المعيشة بسبب ارتفاع الأسعار إلى جانب تدني خدمات السكك الحديدية وتفاقم مشاكل الجفاف بسبب البنية التحتية المتهالكة لشبكات المياه بالإضافة إلى تواضع خدمات الرعاية الصحية والتي بدورها على وشك الانهيار، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة تعاني الآن من تلال من المشاكل والأزمات لا يمكنها تفاديها أوالتغاضي عنها أو حتى التعايش معها.
ويضيف الكاتب أنه من السهولة بمكان أن نُعزي أسباب المشاكل التي تعاني منها بريطانيا إلى أية أزمات خارجية ولكن الحقيقة التي يجب مواجهتها والاعتراف بها هي أن حقبة جائحة كورونا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى حرب أوكرانيا، كذلك أزمة تغير المناخ كشفت النقاب عن حجم الفشل المتأصل في ممارسات الحكومات البريطانية المتعاقبة على مدار عقود، ناهيك عن عقلية سياسية قصيرة النظر عاجزة عن وضع خطط مستقبلية بعيدة المدى.
ويقول الكاتب إن السؤال المطروح في الوقت الحالي هو ماذا سيفعل رئيس الوزراء القادم الذي سوف يخلف بوريس جونسون في ظل هذا الكم من المشاكل والأزمات التي يعاني منها الشعب البريطاني حيث تتطلب أزمة المناخ، على سبيل المثال، ثورة عارمة في قطاع الطاقة لمواجهة احتياجات الشعب إلى جانب تحديث نظام التدفئة المنزلية في ظل تلك الأزمة.
ويقول الكاتب إنه من الضروري إدراك أن تحقيق أي تقدم في هذا الصدد أو إيجاد أي حلول لتلك المشاكل والأزمات الطاحنة يستلزم عقلية سياسية مختلفة وإذا لم توجد تلك العقلية التي تدير البلاد ستظل مشاكل الإسكان والمياه والطاقة والعديد من الأزمات الأخرى مستمرة وسوف تزداد سوءا بمرور الوقت.
ويخلص الكاتب في نهاية مقاله بالقول إنه يجب أن نعترف أن بريطانيا تعاني في الوقت الحالي من ورطة يجب العمل على الخروج منها تفاديًا للسيناريو الأسوء وهو الانهيار.