وصفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الزيارة التي قام بها أمس مجموعة من النواب الأمريكيين إلى تايوان للقاء الرئيسة التايوانية تساي إنج وين، بأنها أحدث تطور يثير تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة فيما يتعلق بعلاقة الجزيرة مع الصين.
وذكرت الصحيفة -في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم /الاثنين/- أنه من المرجح أن تجدد الزيارة من التوترات، بعدما قامت الصين بتطويق الجزيرة بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت الصحيفة إن وفد الكونجرس -المؤلف من الحزبين، بقيادة عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إد ماركي (ديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس)- من المقرر أن يقضي يومين في الجزيرة ومن المتوقع أن يجتمع أيضا مع كبار قادة الحكومة التايوانية والقطاع الخاص لمناقشة العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان والأمن الإقليمي وسلاسل التوريد العالمية فضلا عن تغير المناخ.
ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم ماركي قوله: "سيجدد الوفد التأكيد على دعم الولايات المتحدة لتايوان"، مضيفا أن المشرعين "سيشجعون الاستقرار والسلام عبر مضيق تايوان".
وقال مكتب الرئاسة التايواني إن المشرعين سيجتمعون مع تساي اليوم الاثنين، في حين قالت وزارة الخارجية التايوانية: إنه "في الوقت الذي تواصل فيه الصين تصعيد التوترات الإقليمية، أرسل الكونجرس الأمريكي مرة أخرى وفدا بارزا لزيارة تايوان لإظهار الصداقة دون خوف من تهديدات الصين"، مشيرة إلى أن الوفد سيلتقي أيضا بوزير الخارجية التايواني جوزيف وو.
من جانبه قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينجيو -احتجاجا على الزيارة- إن الولايات المتحدة "لم تدخر جهدا في إثارة المواجهة" بين بكين وتايبيه، وأضاف: "ستتخذ الصين إجراءات مضادة حازمة ردا على الاستفزازات الأمريكية".
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن هذه الرحلة تعد من بين التطورات التي أثارت التوتر بشأن الالتزامات الأمريكية السابقة بالحد من العلاقات مع تايوان. وأضافت أنه لا يمكن تحديد ما إذا كانت زيارة ماركي قد تم تنسيقها مع مكتب رئيسة مجلس النواب الأمريكي أو إدارة بايدن.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بأنه مطلع على الأمر قوله إن الزيارة مخطط لها منذ عدة أشهر وأن التدريبات الصينية بعد زيارة بيلوسي لم تردع خطط المشرعين.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن الزيارة تأتي بعد أسبوعين فقط من زيارة بيلوسي إلى تايوان والتي استمرت لمدة يومين وذلك في إطار جولة آسيوية للقاء الحلفاء، الأمر الذي أثار رد فعل غاضبا من جانب بكين قبل وبعد الزيارة. لتصبح بيلوسي -التي طالما انتقدت بشدة سجل الصين في مجال حقوق الإنسان- بذلك أكبر سياسي أمريكي يزور الجزيرة منذ أكثر من 25 عاما.
وردت بكين على زيارة بيلوسي بإطلاق صواريخ فوق تايوان وإرسال سفن حربية عبر الخط الأوسط لمضيق تايوان ومحاكاة حصار لتايوان بمناورات عسكرية لعدة أيام بالقرب من الجزيرة. كما علقت بكين محادثات المناخ مع الولايات المتحدة وقطعت بعض أشكال التواصل العسكري مع البنتاجون. بينما أعلنت بكين إنهاء التدريبات حول تايوان يوم الأربعاء الماضي لكنها قالت إنها ستواصل تسيير دوريات منتظمة في مضيق تايوان.