دموع وحزن خيم على جميع المصريين أمس، عقب حدوث حريق كبير داخل كنيسة أبو سيفين بإمبابة، وراح ضحيته أكثر من 50 قتيلا و30 جريحا تقريبا في حالة خطرة، وتنوعت حالات الحزن، ما بين صراخ وعويل ودموع لا تتوقف ولطم للخدود، وصمت طويل من واقع الصدمة غير متوقعة بالمرة ولكنها إرادة الله التي تسبق كل شيء في هذه الحياة. فنحن المصريين في بلادنا لا نفرق بين مسلم وقبطي في أي تعاملات على الإطلاق ولا نطلق عليهم أقلية أو ننظر إليهم بشكل منفرد ومختلف عن نظرتنا لأنفسنا كمسلمين، وإنما ننظر إلى جميع المواطنين على أنهم مصريون فقط، من منطلق المقولة الشهيرة،الدين لله والوطن الجميع. ونحن هنا على أرض الوطن الغالي مصر نحميه بأرواحنا، وكما قال الراحل البابا شنودة :" وطن بلا كنائس،أفضل من كنائس بلا وطن ". وكانت لمقولته هذه عجب العجاب ولها مفعول السحر في تأكيد أننا شعب واحد وجسد واحد،لا فرق بيننا في أي تعاملات، وهذا الحادث الأليم الذي تعرض له إخواننا الأقباط أثناء صلاتهم في كنيسة أبو سيفين بإمبابة محافظة الجيزة، وتعرضوا للحرق بسبب الماس الكهربائي المفاجئ وبالرغم من قدوم سيارات المطافئ والإسعاف بعد أقل من 5 دقائق إلا أن أمر الله كان قد نفذ ووصل عدد الضحايا من الموتى إلى أكثر من 50 مواطنا مصريا، وكانت أجهزة الدولة جميعها على قلب رجل واحد لمتابعة الحادث الأليم لإخواننا الأقباط، وقام رئيس الحكومة ووزير الصحة ووزيرة التضامن بزيارة للضحايا من المثابين بمستشفيات إمبابة العام وغيرها للاطمئنان علي صحتهم،فضلا عن الدغم النفسي لاسر الضحايا الذين هم في حالة يرثي لها،من أجل شد ازرهم والوقوف معهم للتخفيف عنهم وهو دور مهم لوزارة التضامن،فضلا عن التعويضات المادية العاجلة،وتوفير كافة سبل الراحة والعلاج الفوري للمصابين.
أعتقد أن دور الدولة المصرية في علاج هذه الكارثة كان علي افضل ما يرام،لاسيما انه تم اعادة بناء وتجميل الكنيسة في نفس اليوم وإزالة ما بها من آثار الحريق ودفن الموتى، ومتابعة نقل للمصابين للمستشفيات والسؤال المستمر عنهم ومتابعة ذويهم طوال الوقت، وبث رسالة طمأنينة عبر وسائل الإعلام المصرية الفضائية على الهواء مباشرة !
وقد نعى فخامة الرئيس السيسي أهالي الضحايا من الموتى والمصابين وكذلك مختلف وزراء الحكومة بما فيهم الوزراء الجدد !
عزاءنا إلى أهالي الضحايا الذين لا حول لهم ولا قوة، و خالص التعازي لأسر الضحايا، داعين المولى عز وجل أن يمن على الضحايا بواسع رحمته، وعلى المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ مصر وشعبها من أي مكروه أو سوء.. فهو وطنا الغالي الذي لا نملك غيره، ونعيش من أجل رفعته ووحدة شعبه العظيم.
آراء حرة
حريق كنيسة أبو سيفين بالجيزة!!
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق