قال هنري كيسنجر السياسي المخضرم ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق إن عالم اليوم يقترب من اختلال توازن خطير، مؤكدا أن أمريكا "على حافة الحرب مع روسيا والصين بشأن القضايا التي صنعتها جزئيا، دون أي تصور لكيفية إنهائها أو ما الذي ستؤول إيه.
وأضاف كيسنجر- في حواره لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حول الأوضاع الحالية في العالم- أن واشنطن لا يمكنها تقسيم خصميها وتقليبهما على بعضهما البعض، بل كل ما يمكنها فعله هو عدم تسريع التوترات وإنشاء خيارات.
وحول مسألة تايوان.. أعرب عن قلقه من أن الولايات المتحدة والصين يناوران مناورة نحو أزمة، ناصحا واشنطن بالثبات، مؤكدا أن السياسة التي نفذها الفريقان في السابق أنتجت وسمحت بتقدم تايوان لتصبح كيانا ديمقراطيا مستقلا، وحافظت على السلام بين الصين والولايات المتحدة لمدة 50 عاما، قائلا: "ينبغي على المرء أن يكون حذرا للغاية في الإجراءات التي يبدو أنها تغير الهيكل الأساسي".
وأشار إلى أن هناك نمطين أصليين للقيادة "البراجماتية البصيرة بالعواقب لرجل الدولة" و"متنبأ ذو رؤية جريئة".
وأكد أن جميع الشخصيات الست القيادية التي ذكرها في كتابه "القيادة: ست دراسات في الإستراتيجية العالمية" قد تشكلت من خلال ما يسميه "حرب الثلاثين عاما الثانية"، وهي الفترة من عام 1914 إلى عام 1945، وساهمت في تشكيل العالم الذي أعقب ذلك.
يذكر أن الصحيفة الأمريكية أجرت هذا الحوار مع السياسي المخضرم ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، 99 عاما، في ضوء كتابه التاسع عشر الذي نشره مؤخرا بعنوان "القيادة: ست دراسات في الإستراتيجية العالمية"، ويتناول تحليلا للرؤية والإنجازات التاريخية لكوكبة لامعة متميزة خاصة لقادة ما بعد الحرب العالمية الثانية هم: "كونراد أديناور، وشارل ديجول، وريتشارد نيكسون، وأنور السادات، ولي كوان يو، ومارجريت تاتشر".
يشار إلى أن كيسنجر قد أثار الجدل، في وقت سابق من هذا العام، من خلال الإشارة إلى أن السياسات غير الحذرة من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" ربما تكون قد أشعلت الأزمة في أوكرانيا، وأنه لا يرى أي خيار سوى أخذ مخاوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمنية على محمل الجد، ويعتقد أنه كان من الخطأ أن يرسل "الناتو" إشارة إلى أوكرانيا بأنها قد تنضم في النهاية إلى الحلف.