كنز النمرود قصة نسمع عنها منذ سنوات طويلة ولا يعرف الكثير ن الناس ما هي تفاصيلها وتعود هذه القصة لـ"نمرود بن كنعان"، وهو أول جبار في الأرض حكم مملكته بابل في العراق وأول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض و أدعي الربوبية وكان قد طغي وتجبر وعتا، وذكر لأول مرة في التوراة اليهودية بالإسم كملك جبار تحدي الله في بنائه برج بابل، قيل أنه ذات ليلة رأي نمرود حلما فيه كوكب في السماء فذهب ضوء الشمس حتي لم يبقي ضوء، فقال الكهنة والمنجمون في تأويل الحلم أنه سيولد ولد يكون هلاكك علي يديه فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك الناحية في تلك السنة وولد إبراهيم ذلك العام فأخفته والدته حتي كبر.
وكان الناس يخرجون ويختارون من عند النمرود الطعام ليأكلوا، فخرج معهم مرة سيدنا ابراهيم عليه السلام ليختار من الطعام مثل الناس، وكان هذا الملك يمر بالناس فيسألهم من ربكم، ويقولوا: انت، حتى مر بـ "إبراهيم" عليه السلام فقال له من ربك ؟ قال "ربي الذي يحيي ويميت" قال أنا احيي وأميت وأمر النمرود برجلين حكم عليهم بالموت فأطلق الاول وقتل الثاني ليثبت انه يحيي ويميت، فقال "إبراهيم" فأن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر وأحس النمرود بالعجز.
فرده النمرود عن هذا الطعام ولم يعطه شيئا فرجع "إبراهيم" عليه السلام ومر علي كثيب من الرمال فقال: الا أخذ من هذا الرمل فأتي به أهلي فتطيب أنفسهم حين أدخل عليهم .. فأخذ منه وأتي أهله ووضع متاعه ثم نام، فقامت زوجته لتجد في متاعة أطيب أنواع الطعام وأجوده وصنعت له منه، وقدمته إليه فقال: من أين هذا ؟ قالت من الطعام الذي جئت به فعلم أن الله رزقه فحمد الله.
أما الملك الجبار النمرود فبعث الله له ملكا ليؤمن بالله ويبقي علي ملكه ولكنه قال وهل رب غيري؟ فجاءه ملك ثاني فرفض أن يؤمن ثم جاء ثالث فرفض أيضا فقال له الملك أجمع جموعك في ثلاثة أيام فجمع ذلك الجبار جيوشه وجموعه فأمر الله أن يفتح عليه بابا من البعوض فمن كثرتها حجبتت ضوء الشمس وأكلت من لحومهم وشربت من دمائهم فلم يبق الا العظام وكذلك لم يبق إلا الملك نمرود الجبار فلم يصبه شئ، ولكن بعث الله عليه بعوضة دخلت في انفه ودخلت الي دماغه فمكث هذا الملك الجبار 400 سنة يضرب بالمطارق والنعال على رأسه حتي تهدا البعوضة.
ويشار إلى أن النمرود كان قد ملك الأرض 400 سنة قبل ذلك فعاقبه الله ب 400 سنة اخري من العذاب والخزي والذل عن طريق بعوضة صغيرة وهذا جزاء من أدعى الالوهية أو يتخذ مع الله الواحد القهار ألها آخر، فكانت نهايته أن عذبه الله بحشرة حتى هلك ومات، وقد أشار في القران الكريم إلى النمرود في قوله تعالي من سورة البقرة: "ألم تري إلي الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت، وقال إبراهيم فأن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين"، صدق الله العظيم .
ويذكر أنه قد تم العثور علي قبر النمرود وزوجته بالعراق مع مجموعة كبيرة من المجوهرات والكنوز والتي تقدر بملايين الدولارات، وأكتشف الكنز ما بين 1988 و 1992 في شمال العراق على مسافة 37 كم من الموصل وتم الاحتفاظ به وسط سرية تامة في صناديق البنك المركزي العراقي وعرضت "كنوز النمرود" لفترة قصيرة بعد اكتشافها في مقابر الملكات والاميرات الاشوريات في القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد وبعدها امر الرئيس الراحل صدام حسين باخفاءها خوفا من سرقتها من جنود الغزو الامريكي.
وتقع قلعة النمرود المشهورة باسم "قلعة الصبيبة" وهي كلمة تعني شديد الإنحدار وتعد القلعة من أكبر القلاع التي مازالت قائمة منذ العصور الوسطي حتي الأن، وتقع القلعة في سوريا على منحدرات الغربية لجبل الشيخ على ثلثي الطريق بين مجدل شمس وبانياس وعلى ارتفاع يبلغ 816م عن سطح البحر في موقع استراتيجي يطل على الجولان وسهل الحولة وجنوبي لبنان.