شيع المئات من أهالي قرى الحجر والغرق بمركز إطسا بمحافظة الفيوم ، جثامين الأشقاء الأربعة الذين لقوا مصرعهم صعقا بالكهرباء أثناء ري أرضهم الزراعية،إلى مثواهم الأخير بمقابر العائلة بعزبة سليم بالظهير الصحراوي بدائرة المركز والمجاورة لعزبة عبد الورارث محل سكنهم ،وسط مشهد مهيب وتكبيرات وحالة من الحزن وإنفطار القلب الذي يكاد ينشق من الصدمة والحزن من أبناء وذوي المتوفين.
وترجع أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطارا من العميد محمد ثابت عطوة مأمور مركز شرطة إطسا، يفيد بورود بلاغ من أهالي عزبة عبد الوزارث التابعة للوحدة المحلية لقرية الحجر بنطاق المركز، بمصرع 4 مزارعين صعقاً بالكهرباء في إحدى الأراضي الزراعية، إثر انقطاع كابل كهربائي وسقوطه عليهم،أثناء ري أرضهم الزراعية.
وعلى الفور، انتقل ضباط مركز شرطة إطسا برئاسة العقيد محمد بكري صوفي مفتش مباحث المركز، والرائد أحمد عبد الحكيم رئيس المباحث، إلى مكان البلاغ، للمعاينة وعُثر على جثث 4 مزارعين لقوا مصرعهم صعقا بالكهرباء إثر سقوط كابل كهربائي عليهم أثناء قيامهم بري أضهم الزراعية.
وتبين من التحريات الأولية للرائد أحمد عبد الحكيم رئيس مباحث المركز ومعاونه أحمد مخلوف إنّ المتوفين الأربعة أشقاء وهم سيد راغب سالم حلبوك،60 عاما،وأشقاؤه «رمضان 35 سنه، ومحمد،36 سنه، وجودة 33 سنه »، مُشيراً إلى أنّ وفاتهم معاً بهذه الطريقة المأساوية تسببت في صدمة لجميع أهالي القرية، وأنّ المتوفين الأربعة كانوا قد خرجوا من منازلهم معاً متجهين إلى الأرض الزراعية الخاصة بهم، ليقوموا بري الأرض الزراعية، حيث قام أحدهم بتوصيل سلك كهربائي ولمبة لتضيء لهم، إلا أنّها كانت سبباً في إنهاء حياتهم، حيث سقط الكابل المتهالك المار بتيار أعلى الارض الزراعية على أحدهم بينما كان يقف في الأرض وسط المياه فصعقته الكهرباء فهرع شقيقه لإنقاذه فصعقته الكهرباء أيضاً فهرع الثالث لإنقاذهما فصعقته الكهرباء، حتى جاء الرابع وصعقته الكهرباء وماتوا معاً في أحضان بعضهم البعض، وكأنّهم رفضوا أن يعيشوا الحياة واتفقوا على الموت معاً.
وكشفت تحريات مباحث إطسا أنّ المتوفين الأربعة تأخروا عن المعتاد في الأرض الزراعية، فذهب أبناؤهم للبحث عنهم ،‘فوجدوهم جثثا هامدة في أحضان بعضهم البعض، وذلك إثر وفاتهم صعقا بالكهرباء، فقام الأبناء بإبعاد كابل الكهرباء ونقلهم إلى الوحدة الصحية بالقرية في بداية الأمر أملاً في إنقاذ حياتهم، إلا أنهم قد فارقوا الحياة جميعاً، ما عدا الأخير الذي لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة إنعاشه، وتم إيداعهم جميعا بمشرحة مستشفى إطسا المركزي لتوقيع الكشف الطبي عليهم وعمل تقرير مفتش الصحة.
وجرى استدعاء سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، حيث تم نقل الجثث لمشرحة مستشفى إطسا المركزي لتوقيع الكشف الطبي على الجثث الأربعة من خلال الطب الشرعي، تمهيداً لتقديم تقرير بأسباب الوفاة،وجرى تحرير محضر بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الحادث وظروفه وملابساته، وأخطرت الجهات المختصة التي تولت التحقيقات ل،وجرى أنهاء أجراءات تصريحات الدفن وتم تشييع جنازتهم في جنازة مهيبة لمقابر العائلة بأحد العزب المجاورة لمسكنهما بإطسا، وسط تكبيرات وحزن وعويل على فراقهما .