ليلة حزينة عاشتها عزبة عبدالوارث التابعة لمركز إطسا، بمحافظة الفيوم، بعد مصرع 4 أشقاء إثر سقوط كابل كهربائي عليهم أثناء ري الأرض الزراعية الخاصة بهم، حيث صعقتهم الكهرباء واحدا تلو الآخر، فيما هرع أهالي القرية لإنقاذهم ولكن أرواحهم كانت قد فاضت إلى بارئها، وكانت الصدمة مضاعفة حينما علم الجميع أنّ المتوفين الأربعة أشقاء عاشوا حياتهم معاً وماتوا معاً، حيث دفع كل منهم حياته ثمناً لإنقاذ الآخر، حتى ماتوا في أحضان بعضهم البعض بصورة مأساوية أبكت الجميع، وتم إبلاغ الشرطة التي هرعت إلى مكان البلاغ، ونقلت سيارة الإسعاف الأشقاء الأربعة إلى مشرحة مستشفى إطسا المركزي.
تلقى اللواء ثروت المحلاوي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطارا من العميد محمد ثابت عطوة مأمور مركز شرطة إطسا، يفيد بورود بلاغ من أهالي عزبة عبدالوارث التابعة للوحدة المحلية لقرية الحجر بنطاق المركز، بمصرع 4 مزارعين صعقاً بالكهرباء في أحد الأراضي الزراعية، إثر انقطاع كابل كهربائي وسقوطه عليهم|، أثناء ري أرضهم الزراعية.
وعلى الفور، انتقل ضباط مركز شرطة إطسا برئاسة العقيد محمد بكري صوفي مفتش مباحث المركز، والرائد أحمد عبدالحكيم رئيس المباحث، إلى مكان البلاغ، للمعاينة وعُثر على جثث 4 مزارعين لقوا مصرعهم صعقا بالكهرباء إثر سقوط كابل كهربائي عليهم أثناء قيامهم بري أرضهم الزراعية.
وتبين من التحريات الأولية للرائد أحمد عبد الحكيم رئيس مباحث المركز ومعاونه أحمد مخلوف إنّ المتوفين الأربعة أشقاء تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً وهم سيد راغب سالم حلبوك، وأشقاؤه «رمضان، ومحمد، وجودة»، مُشيراً إلى أنّ وفاتهم معاً بهذه الطريقة المأساوية تسببت في صدمة لجميع أهالي القرية، وأنّ المتوفين الأربعة كانوا قد خرجوا من منازلهم معاً متجهين إلى الأرض الزراعية الخاصة بهم، ليقوموا بري الأرض الزراعية، موضحاً أنّهم قاموا بتوصيل سلك كهربائي ولمبة لتضيء لهم، إلا أنّها كانت سبباً في إنهاء حياتهم، حيث سقط الكابل على أحدهم بينما كان يقف في الأرض وسط المياه فصعقته الكهرباء فهرع شقيقه لإنقاذه فصعقته الكهرباء أيضاً فهرع الثالث لإنقاذهما فصعقته الكهرباء، حتى جاء الرابع وصعقته الكهرباء وماتوا معاً في أحضان بعضهم البعض، وكأنّهم رفضوا أن يعيشوا الحياة واتفقوا على الموت معاً.
وكشفت تحريات مباحث إطسا أنّ المتوفيين الأربعة تأخروا عن المعتاد في الأرض الزراعية، فذهب أبناؤهم للبحث عنهم، فوجدوهم جثثا هامدة في أحضان بعضهم البعض، وذلك إثر وفاتهم صعقا بالكهرباء، فقام الأبناء بأبعاد كابل الكهرباء ونقلهم إلى الوحدة الصحية بالقرية في بداية الأمر أملاً في إنقاذ حياتهم، إلا أنهم قد فارقوا الحياة جميعاً، ما عدا الأخير الذي لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة إنعاشه،وتم إيداعهم جميعا بمشرحة مستشفى إطسا المركزي تمهيدا لتوقيع الكشف الطبي عليهم وعمل تقرير مفتش الصحة.
وجرى استدعاء سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، حيث تم نقل الجثث لمشرحة مستشفى إطسا المركزي لتوقيع الكشف الطبي على الجثث الأربعة من خلال الطب الشرعي، تمهيداً لتقديم تقرير بأسباب الوفاة، وجرى تحرير محضر بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الحادث وظروفه وملابساته، وأخطرت الجهات المختصة التي تولت التحقيقات لإنهاء إجراءات تصريحات الدفن لتشييع جنازتهم في جنازة مهيبة لمقابر العائلة بقريتهم.