على الرغم من التقدم البشري الكبير الذي وصل له الإنسان خاصة في مجال الفضاء ووصول الانسان للقمر والفضاء ورصد الكثير من الصور الدقيقة للفضاء والكواكب الا ان هناك عدد كبير من الناس يظنون أن الأرض مسطحة بالرغم من الاثباتات التي تقدم بها العلماء على أن الأرض كروية، وهذا الجدل لا ينتهي حتى الآن على مواقع التواصل الاجتماعي وفي النقاشات الدائرة حول هذا الشأن.
ولاثبات أن الأرض كروية بدأت أبحاث البشر حول ذلك منذ مئات السنين، وخلصت جميعها بأن الأرض كروية، أما حديثا فيستخدم العلماء قياسات دقيقة توضح أن الأرض مستديرة، فنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والأقمار الصناعية التي تساعد العلماء في قياس حجم الأرض وشكلها، تظهر الأرض مستديرة في جميع الصور الفضائية مثل القمر، ولكن الأرض بالرغم من كرويتها فهي ليست كرة بالشكل المعروف بسبب القوة التي تحدث عند دوران الأرض والتي تجعل القطبين الشمالي والجنوبي مسطحان قليلاً، ففي حقيقة الأمر فأن الأرض تبدو مستديرة تماماً عند رؤيتها من الفضاء ولكنها في الواقع هي أقرب إلى الشكل البيضاوي.
ثبت كروية الأرض بشكل قطعي في الصور الفضائية التي تم إلتقاطها من الطائرات أو من محطة الفضاء الدولية، ولكن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تؤكد حقيقة كروية الأرض وتجعل العلماء يثبتون هذه الحقيقة، أبرز هذه الأسباب التي تؤكد كروية الأرض:
1-لا يمكننا النظر إلى مسافات أبعد من مدى الرؤية أي أنه لا يمكننا رؤية ما هو أبعد من مسافة عدة مترات ولكن في حال كانت الأرض مسطحة فسيصبح بالإمكان رؤية الأشياء من مسافات بعيدة كرؤية مدينة أخرى تبعد مئات الأميال أو رؤية سفينة تبحر إلى مكان ما.
2-كذلك من الحقائق التي أثبتت كروية الأرض هي أن الشمس تغرب في أوقات مختلفة في مواقع مختلفة، وذلك لأن موضع الشمس يختلف بإختلاف الموقع على سطح الكرة الأرضية، وبالتالي فإن التوقيت الذي ستنخفض فيه الشمس في السماء وتختفي في النهاية خلف الأفق سيتغير، وهو ما يسبب أيضًا إختلاف المناطق الزمنية في أجزاء مختلفة من العالم، ولأن الأرض كروية يواجه جزءاً منها الشمس والجزء الآخر على الجانب الآخر منها يكون مظلماً، أما بالنسبة لأجزاء العالم القريبة من بعضها البعض يكون الفرق في الوقت بينها قليلاً أما اذا كانت الأرض مسطحة فسيتشابه التوقيت في جميع أنحاء العالم فالشمس ستظهر للجميع في نفس الوقت وستختفي في نفس الوقت.
3- أيضا من الحقائق التي أثبتت كروية الأرض هي إختلاف الطريقة التي تسقط بها الشمس علي كل موقع معين، وهو ما يسبب إختلاف أطوال الظل في مختلف أنحاء الأرض، فإن لم تكن الأرض كروية ستكون أطوال جميع الظلال متساوية بغض النظر عن الموقع، وهذا يعني أن الشمس تسقط على جميع أنحاء الأرض بنفس الزاوية، ولكن الحقيقة عكس ذلك، فإذا وضعنا شيئين متشابهين على سطح الأرض في مكانين مختلفين فسنجد أن طول ظلالهما يختلف.
4-فى حالة كانت الأرض مسطحة، أو أعتبار أن الأرض مسطحة ستصبح كروية في غضون ساعات قليلة بسبب الجاذبية حيث ستضغط قوة الجاذبية على الكوكب مرة أخرى وتسحب الجاذبية بالتساوي من جميع الجوانب، وهو ما يفسر سبب كون الكواكب عبارة عن كرات، فإن الأرض المستقرة الصلبة التي تشبه القرص غير ممكنة في ظل ظروف الجاذبية الفعلية، وبمجرد التخلص من الجاذبية، سيختفي الغلاف الجوى، وكذلك المد والجزر، وحتى القمر سيذهب عن عالمنا، لأن كل تفسير لوجود القمر ينطوي على الجاذبية، ومع إستمرار فرضية أن الأرض مسطحة سيحدث مايلي :
1-سنتشارك جميعا نفس السماء ففي حالة كون الأرض مسطحة سنتشارك جميعا نفس السماء بغض النظر عن المكان الذي وقفت فيه على سطح الكوكب، ونفس الظواهر ولن يتم تقليب الليل والنهار إعتمادا على ما إذا كنت في نصف الكرة الشمالي أو الجنوبي، ومن المؤكد أنه سيجعل مراقبة النجوم أسهل ، حيث لن تضطر إلى السفر إلى نصف كرة مختلف لمتابعة حدث فلكي محدد.
2-إذا كانت الأرض مسطحة فلن تكون هناك جاذبية (على الأقل كما نعرفها) وعلى الأرض الكروية، تقوم الجاذبية بسحب الأجسام بشكل متساو بغض النظر عن مكان وجودها في العالم ولكي تكون الأرض مسطحة فلن يكون للجاذبية أي تأثير وإذا كان هناك أي تأثير للجاذبية ، فسيؤدي ذلك إلى سحب الكوكب مرة أخرى إلى شكل كروي.
وربما لن يكون للأرض المسطحة جاذبية على الإطلاق، لأن الأرض الصلبة الشبيهة بالقرص (المسطحة) لن تكون ممكنة في ظل ظروف الجاذبية الفعلية، أو ربما على الأرض المسطحة، سوف تسحب الجاذبية كل شيء إلى مركز القرص، القطب الشمالي وفي هذا الحالة كلما كنت بعيدا عن القطب الشمالي زادت الجاذبية الأفقية بإتجاه النقطة المركزية للقرص.
3 -في ظل إفتراض أن الأرض مسطحة لن يكون هناك غلاف جوي للأرض فمن دون الجاذبية لن تكون الأرض المسطحة قادرة على التمسك بطبقة الغازات المسماة الغلاف الجوي فمن المعلوم أن قوة الجاذبية هي ما تمسك الغلاف الجوي حول كوكبنا ومن دون هذا الغلاف الواقي، ستتحول سماء الأرض إلى اللون الأسود لأن الضوء المنبعث من الشمس لن ينتشر بعد الآن عندما يدخل الغلاف الجوي للأرض ويرسم السماء باللون الأزرق المألوف الذي نراه اليوم، ومن دون الغلاف الجوي ستنخفض درجة حرارة الأرض ما يتسبب في تجمد المياه وتدمير النباتات والحيوانات.
4 - مع إحتمال فرضية أن الأرض مسطحة فستكون الأحوال الجوية غائمة مع فرصة هطول أمطار جانبية، وإذا انجذبت الجاذبية نحو مركز القرص الكوكبي ، والذي في هذه الحالة هو القطب الشمالي ، فإن الأمطار ستنجذب أيضا نحو تلك البقعة. وذلك لأن هطول الأمطار يسقط على الأرض بسبب الجاذبية، وبالتالي سيسقط نحو نقطة أقوى قوة جاذبية وفقط في مركز القرص سيصبح الطقس كما نعرفه على الأرض الآن، ويسقط مباشرة لأسفل.
وكلما سافرت بعيدا، كان هطول الأمطار أفقيا وستتدفق المياه في الأنهار والبحار أيضا نحو القطب الشمالي، ما يعني أن المحيطات الشاسعة ستتجمع في مركز الكوكب، ولا تترك عمليا أي ماء عند الحواف، وفقا لمرصد لامونت دوهرتي الأرضي بجامعة كولومبيا.
5- كلنا سنضيع في حالة إفتراض أن الأرض مسطحة فمن المحتمل ألا تكون الأقمار الصناعية موجودة إذا كانت الأرض مسطحة، حيث سيكون لديها مشكلة في الدوران حول أرض مسطحة ولن يكون هناك نظام تحديد المواقع العالمي GPS وبسببه سنواجه صعوبة في تحديد المواقع كما أن وقت السفر من مكان إلي آخر سيكون أطول ليس فقط بسبب عدم وجود نظام تحديد المواقع (GPS) ولكن أيضا بسبب المسافات الطويلة التي قد نحتاجها للسفر.
ووفقا للإعتقاد بالأرض المسطحة يقع القطب الشمالي في مركز الكوكب وتشكل القارة القطبية الجنوبية جدارا جليديا عملاقا حول الحافة وهذا الجدار يمنع الناس من السقوط من على وجه الأرض ولكن إذا كنت غير قادر على الطيران حول العالم وأجبرت بدلا من ذلك على الطيران عبره، فستزيد أوقات السفر بشكل كبير وعلى سبيل المثال، للسفر من أستراليا (وهو جانب واحد من خريطة الأرض المسطحة) إلى أنتاركتيكا (على الجانب الآخر من خريطة الأرض المسطحة)، ستحتاج إلى الطيران عبر القطب الشمالي بأكمله، وأيضا مثل أمريكا الشمالية والجنوبية ويمكنك نسيان الرحلات عبر القارة القطبية الجنوبية (على الرغم من أن هذا قد تحقق عدة مرات على الأرض الكروية)، لأن هذا الجدار الجليدي المزعج سيمنع مثل هذا السفر.
5- في حالة إفتراض أن الأرض مسطحة لن يكون هناك نطاقات زمنية ولا فصول في السنة حيث تتضمن نظرية الأرض المسطحة أن الشمس تدور حول الأرض علي شكل دوائر وكذلك القمر وفي هذا الحال فسيظهر ضوء الشمس الساطع من كل مكان على الأرض ولن تكون هناك دورة نهارية وليلية، ولكي يكون للأرض المسطحة تناوب بين الليل والنهار خلال اليوم، سيتعين على الشمس أن تدور حول الكوكب بطريقة مختلفة أي أن تدور أعلى قرص الأرض من جانب إلى جانب، وأسفل قرص الأرض وعندها سيشهد كوكب الأرض بأكمله ضوء النهار عندما تتحرك أعلى قرص الأرض وستشهد الأرض كلها ظلمة الليل عندما تغيب الشمس في الأسفل، لن يكون هناك نطاقات زمنية، ولا فصول في السنة.
6-كذلك في الأرض المسطحة لن يكون هناك وجود غياب الشفق القطبي أو سيكون أقل وبالتالى فإن الأرض لن تكون محمية من الرياح الشمسية ووفقا لوكالة ناسا سيتم قصف الأرض وكل شيء على سطح الأرض بإشعاع شمسي ضار مما يجعل عالما قاحلا يشبه كوكب المريخ المجاور.
البوابة لايت
الأرض كروية أم مسطحة؟.. علماء يجيبون
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق