يوسف عبد الله محمد، بطل لحكاية أليمة تفطر القلوب، وتعد مثالًا للصبر والعزيمة لكسب لقمة العيش، فلم يمنعه فقدان قدميه وحرمانه من أجمل أيام طفولته من اختيار العمل فى أحد المقاهى بحى باب الشعرية بالقاهرة.
ويروى يوسف قصته، بأنه تعرض لحادث قطار أصيب فيه ببتر قدميه حين كان فى أولى مراحل طفولته؛ إذ أنه أثناء زيارته إلى جده بشبين القناطر، كان يلعب مع أصدقائه وعندما سقطت الكرة فوق قضبان القطار، ذهب مسرعا لإعادتها، ولم يكن يتوقع ما ينتظره، حيث كان القطار أسرع منه فدهس رجليه على القضبان، وبين ليلة وضحاها استيقظ فجأة على جسده ولكن بدون أرجل.
واختار يوسف، العمل فى المقهى، حتى لقب بالقهوجى الطائر، الذى يمتلكه صديقه «بدر»، الذى اعتبره بمثابة أخيه، كونه لم يجد عملا مناسبا لظروفه الصحية؛ حيث يبدأ عمله من الساعة ١٢ ظهرا، ويتركه فى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ليذهب إلى منزل صديقه بدر الذى يعيش معه.
ويقول يوسف: «أكملت فى التعليم إلى الصف السادس الابتدائى، ولكن بسبب تعليقات الناس وزملائى الساخرة على بسبب بتر قدمي، أبلغت أبى إنى مش رايح المدرسة تانى ومش هكمل فى الدراسة، وبعد ذلك بدأت أعمل فى القهوة باليومية"
ويناشد يوسف المسئولين، بأن يكون لديه كشك خاص، حتى يضمن مصدر دخل ثابت له يوفر له حياة كريمة، خاصة وأنه مع التقدم فى العمر يشعر بالتعب نتيجة لبتر قدميه ولا يقوى على عمله الحالي.
كما يحلم القهوجى الطائر بأن يكون لديه شقة خاصة به، حتى يتكمن من الزواج ويعيش حياته مثله مثل باقى الشباب.
ووجه يوسف، طلبًا خاصًا إلى المستشار مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، بأن يمنحه العضوية الشرفية لنادى الزمالك، خاصة وأنه من عشاق الفريق، ويحرص على حضور كل مباريات الفارس الأبيض ومساندة الفريق من أرضية الملعب. ويقول «حضرت إحدى مباريات الزمالك فى الاستاد والتقيت اللاعبين وسلمت على الكابتن شيكابالا وأتمنى أكون معهم دائما».
