ما زالت أزمة فاتورة الطاقة الشتوية فى بريطانيا تتصدر اهتمامات الصحف، حيث سلطت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية الضوء عليها بعدما كشف رئيس الوزراء السابق جوردون براون عن خطة مفصلة للمساعدة فى تجنب أزمة فاتورة الطاقة الشتوية؛ مع انتقاد السياسيين لقضاء إجازات بينما يواجه الملايين كارثة مالية.
وعن تفاصيل خطة براون، فقال: "إن سقف أسعار الأوراق النقدية المقرر أن يرتفع فى أكتوبر ومرة أخرى فى يناير، يجب أن يُلغى"، ودعا الوزراء إلى التفاوض مع الشركات الفردية لخفض الفواتير وتأميم -مؤقتًا- أى أعمال تفلس بسبب الاختلاف فى السعر الذى تفرضه على العملاء وأسعار الجملة للغاز.
الأزمات لا تأخذ إجازات
وانتقد براون، بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطانى المستقيل، لقضاء شهر العسل الأسبوع الماضي؛ عندما كشف بنك إنجلترا عن تحليل مروع للأشهر الثمانية عشر المقبلة لبريطانيا، وسار مرة أخرى فى اتجاه السياسيين وأخذ إجازة، وقال براون لصحيفة The Guardian: “الوقت والمد والجزر لا ينتظران أحدًا.. ولا الأزمات.. إنهم لا يأخذون إجازات، ولا يعلقون النار بأدب، وبالتأكيد لا يتناسبون مع راحة رئيس الوزراء المغادر وأهواء اثنين من الخلف المحتملين”. وذكرت "ديلى ميل" أن هذه التصريحات تنطبق أيضًا على زعيم حزب العمال الحالى السير كير ستارمر، الذى يقضى أيضًا عطلة، حيث اشتعل القلق فى صفوف حزب العمل من غيابه عندما شعروا أن الحكومة يجب أن تعلق فى النار.
تعاون واجب
وأضافت الصحيفة أن براون الذى دعا فى السابق المتنافسين على قيادة حزب المحافظين إلى تنحية خلافاتهم جانباً والعمل على خطة طوارئ مع بوريس جونسون، انضم إليه فى مكالماته رئيس فى إحدى أكبر شركات الطاقة فى المملكة المتحدة، وقال فيليب كوماري، العضو المنتدب للعملاء فى "EDF": "نطلب من الحكومة والمرشحين المحافظين العمل مع الصناعة حتى نتمكن من إيجاد حل قابل للتطبيق لأولئك العملاء الذين هم فى أمس الحاجة إليه هذا الشتاء".
كما أجرى مارتن لويس خبير توفير المال، مكالمات مماثلة، حيث قال للمذيعين: "أوافق على فكرة أن بوريس جونسون يدير حكومة زومبى ولا يمكنه فعل الكثير، لكن المرشحين - أحدهما سيكون رئيس وزرائنا - يحتاجان إلى الحصول معًا من أجل المصلحة الوطنية لإخبارنا بالحد الأدنى لما سيفعلونه".
شركات الطاقة ومساعدة العملاء
ورأى مارتن لويس أن رؤساء أكبر شركات الطاقة فى بريطانيا سيواجهون ضغوطًا من الوزراء حول كيفية مساعدة العملاء على التعامل مع ارتفاع الفواتير فى اجتماع حرج فى داونينج ستريت اليوم، إذ سيقوم وزير المالية البريطانى نديم الزهاوى ووزير الأعمال كواسى كوارتنج، بالضغط على المديرين التنفيذيين فى شركات الغاز والكهرباء للتوصل إلى حلول للارتفاع المتوقع فى الفواتير خلال فصل الشتاء.
وتأتى القمة مع رؤساء المرافق بعد أن توقعت شركة كورنوال إنسايت أن ترتفع الفواتير إلى حوالى ٣٥٨٢ جنيه إسترلينى فى أكتوبر ٢٠٢٢، من ١.٩٧١ جنيه إسترلينى سابقًا، قبل أن ترتفع أكثر فى العام الجديد يناير ٢٠٢٣، فيما زعم مارتن لويس أمس، أن ارتفاع أسعار الطاقة يمثل "كارثة" طارئة مالية "تهدد الأرواح".
مرحلة قاتمة جديدة للأسر المتعثرة
وأضافت "ديلى ميل" أن ذلك يأتى بينما يحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن فواتير الطاقة قد تتجاوز ٥٠٠٠ جنيه إسترلينى العام المقبل فى مرحلة قاتمة جديدة للأسر المتعثرة، فيما يتوجه الرؤساء لإجراء محادثات حول الأزمة وبحث كيفية تخفيف وطأة أزمة تكلفة المعيشة التى تعصف ببريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفترة المقبلة تتطلب من المسئولين التنفيذيين فى مجال الطاقة تقديم تفاصيل الأرباح والمدفوعات المتوقعة، بالإضافة إلى خطط الاستثمار للسنوات الثلاث المقبلة، بالتزامن مع اقترح رئيس الوزراء السابق جوردون براون إلغاء سقف الأسعار والتفاوض على معدلات أقل مع رؤساء شركات الطاقة، لافتة إلى أن هناك أيضًا تقارير تفيد بأن الضريبة غير المتوقعة، التى تقتصر حاليًا على النفط والغاز، يمكن تمديدها لتشمل الكهرباء.
ولا يزال ريشى سوناك وليز تروس المرشحان لخلافة بوريس جونسون، يواجهان أسئلة حول ما سيفعلانه لمساعدة الأسر المتعثرة، فى حين دعا حزب العمال إلى إغلاق "ثغرة" فى ضريبة النفط والغاز المفاجئة لجمع المزيد من أموال الدعم.