مع اقتراب انعقاد القمة الـ27 لمؤتمر قمة المناخ cop27، نشرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية تقريرا كشف أن الصيف الماضي شهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة المسجلة بمصر منذ 5 سنوات، حيث سجلت الحرارة ارتفاعًا بمتوسط 3 إلى 4 درجات مئوية فوق المعدلات الطبيعية.
وبحسب البيانات التي رصدها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فإن قطاع الزراعة الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية، حيث انعكس الارتفاع في درجات الحرارة على إنتاجية المحاصيل، حيث تراجعت الفاكهة والخضروات إلى 50%.
ومن أبرز المحاصيل التي تأثرت بموجة الحر الشديدة محصولا الزيتون والمانجو إذ تراجعت إنتاجية الزيتون بنسبة 60% إلى 80% العام الماضي مقارنة بالأعوام السابقة.
وحذر الدكتور سعد نصار مستشار وزير الزراعة، من مخاطر التغيرات المناخية التي قد تُزيد من معدلات التصحر، مضيفًا أن خطة مكافحة التصحر لا تقتصر على مصر ولكنها تمتد للدول الأفريقية أيضًا.
وأضاف، أن قارة إفريقيا تمتلك موارد طبيعية ضخمة، حيث إن لديها حوالي 930 مليون هكتار تعادل 2 مليار و232 مليون فدان، من الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة، موضحًا أنه رغم ذلك فأنه لا يستغل من هذه الأراضي الصالحة للزراعة إلا حوالى نصفها فقط.
وأشار مستشار وزير الزراعة إلى أن الزراعة في أفريقيا تعدّ من أكثر القطاعات تأثرا بالتغيرات المناخية والتي تؤثر سلبًا على الإنتاجية الزراعية سواء النباتية أو الحيوانية، كما أنها تؤثر على الممارسات الزراعية الجيدة في الزراعة.
ولفت إلى أن الفجوة الغذائية بالدول الأفريقية تبلغ حوالى 50 مليار دولار سنويا، وهناك حوالى 224 مليون نسمة يعانون من نقص الغذاء وسوء التغذية؛ كما أن التجارة البينية بين الدول الأفريقية لا تتعدى 15% من حجم التجارة الكلية بالقارة.
وأوضح نصار، أن تحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتوفير للأمن الغذائي والقضاء على الجوع وتخفيف الفقر، في إطار أجندة التنمية الأفريقية 2063 يتطلب بالإضافة إلى الجهود الوطنية داخل كل دولة على حدة ضرورة التعاون والتنسيق والتكافل بين الدول الأفريقية والتخصص في الإنتاج الزراعي وفقا للمزايا النسبية والتنافسية.
وشدد مستشار وزير الزراعة على أن قطاع الزراعة في مصر هو أحد القطاعات الاقتصادية الإنتاجية المرنة القادرة على مواجهة التحديات والتعامل معها واستيعابها، حيث لم تشهد مصر في ظل الأزمات العالمية المعاصرة مثل جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية والتغيرات المناخية وعلى عكس العديد من الدول النامية والغنية ماليا أي نقص في المعروض من السلع الغذائية الاستراتيجية كما أن أسعار السلع الغذائية ظلت في الحدود المعقولة والمقبولة رغم الارتفاع الشديد في الأسعار العالمية للغذاء والطاقة والأسمدة.
كما شدد الدكتور عبدالله زغلول، رئيس مركز بحوث الصحراء، على الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات وتدابير مبكرة لتجنب تدهور النظم البيئية وضعف إنتاجية الأراضي بسبب الجفاف، مشيرًا إلى أهمية مكافحة التصحر والجفاف والتصدي والتكيف مع التغيرات المناخية باعتبارها من أكبر التحديات البيئية التي تواجه البشرية في العصر الحديث.
وأضاف، أن التصحر وتدهور الأراضي والجفاف تشكل تحديات عالمية خطيرة، ويتسبب وجود هذه الظواهر في مشاكل اقتصادية واجتماعية وبيئية، بالإضافة إلى إنها تضر الأمن الغذائي وتسبب اضطراب التنوع البيولوجي، وندرة المياه وانخفاض قدرة التأقلم على التغيرات المناخية مما يؤدى إلى ظهور المعوقات أمام التنمية المستدامة.
ولفت زغلول إلى أنه يجب أن تتضافر الجهود على المستوى الوطني للتغلب على ظاهرة التصحر وتحقيق تحييد تدهور الأراضي والتأقلم مع الجفاف، إضافة إلى ضرورة تشجيع إتباع نهج استباقي للحد من مخاطر وآثار التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، والالتزام بتبني أفضل الممارسات لاستعادة انتاجية الأراضي.
وأشار رئيس مركز بحوث الصحراء إلى أن مواجهة التصحر والتخفيف من الجفاف تتطلب تنفيذ برامج ووضع سياسات واتخاذ تدابير تشكل في نهاية المطاف خطوط دفاعية يصعب اختراقها ومنها الاستخدام المستدام للأراضي والاستغلال الرشيد للموارد الطبيعية وبخاصة التربة والغطاء النباتي وموارد المياه ورصد ومراقبة الجفاف والعواصف الرملية والغبارية وتصميم نظم إنذار مبكر.