الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

جدل حول نهاية الصحافة الورقية.. النقابة: تحتاج إلى تطوير .. أساتذة الإعلام وصحفيون: لن تموت وسيناريوهات الانتهاء متكررة منذ القرن الماضي .. ولا يوجد وسيط يقتل آخر

الصحافة الورقية
الصحافة الورقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أجمع بعض أعضاء مجلس نقابة الصحفيين وأساتذة الإعلام بالجامعات المصرية، على تراجع المحتوى الصحفي في الجرائد الورقية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، بسبب غياب بعض قوالبه الهامة من التحقيقات الاستقصائية والتقارير الصحفية التحليلية المتنوعة، مطالبين بإعادة صياغة السياسات التحريرية، لإعادة الجرائد الورقية لعصرها من جديد من خلال نشر قضايا المواطنين التي تمس أطراف المجتمع من المسؤولين والشعب، وعرض حلول هذه القضايا والأزمات. 
 

وأكدوا في تصريحات خاصة لـ"البوابة "،  أن وسيط الصحافة الورقية هي أصل مهنة الصحافة لأنها تشمل التفاصيل عكس المواقع الإلكترونية الاخبارية التي تختصر على نشر اخبار تتكون من سطرين فقط وغالبا يكون الخبر لنقل معلومة عن لسان المسؤولين فقط مع غياب  محتوى التحليل والسبق و القاء النظر على قضايا المجتمع بتفاصيلها الشاملة، موضحين أن الصحافة لن تموت إلا بعد نهاية الأنسان والجرائد الورقية ما هي إلا وسيط للصحافة ضمن عدد كبير من الوسائط الإعلامية.

محمد خراجه

من جانبه أكد الكاتب الصحفي محمد خراجة، عضو مجلس نقابة الصحفيين، على تواجد الصحافة الورقية، ولن تختفي، موضحاً أن الصحافة الورقية تعني الحديث عن مشاكل المجتمع وعرض قضياهم على المسؤولين، و تقديم حلول لهم، والمواقع الإلكترونية ما هي إلا لنشر مادة خبرية للمسؤولين تتكون من سطرين فقط، بدون تحليل أو تحقيق في قضايا المجتمع.

وأضاف محمد خراجة عضو مجلس نقابة الصحفيين في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم، أن المسؤولين أصبحوا لا يخافون من الصحافة بسبب انتشار المواقع الالكترونية العشوائية، التي لا تتضمن في محتوياتها الصحفية التي تقدمها تحقيقات استقصائية أو تحقيقات بشأن قضايا فساد أو غيرها، وإنما اختصرت على تقديم مادة خبرية على ألسنت المسؤولين فقط، دون أضافة أو حذف، مع اختفاء تام لباقي القوالب الصحفية. 
 

وأكد الكاتب الصحفي محمد خراجة، أن تكلفة تصفح المواقع الالكترونية الصحفية أكثر من ثمن الجريدة الورقية التي تحتوي على تحاليل وتحقيقات مختلفة لعرض قضايا المجتمع، ولكن انتشار ظاهرة الموضة التي غزت المجتمع بسبب غياب الحرية التي ادت إلى اهمال وتقليل لقيمة الصحافة الورقية التي له صدى كبير لدى المواطن والمسؤول، وعندما يكون هناك مناخ للصحافة وطرح مشاكل الناس و سيكون هناك حراك مجتمعي يبحث عن الصحافة الورقي وبقوة.  

وقال خراجة عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن المسؤول الأول عن الخلل في تراجع مستوى الصحافة الورقية يرجع لنقابة الصحفيين التي تعتبر ظل الصحافة والصحفيين والمدافع الاول عن المهنة والعاملين بها، والخلل متمثل في مجلسها الذي يضمن أشخاص تبحث عن المصالح الشخصية وليس المهنة، مؤكداً أن اصلاح الصحافة يحتاج رؤية للنقابة للدفاع عن أعضائها.  

سهير صالح

وقالت الأستاذة الدكتورة سهير صالح عميد كلية الإعلام بالشروق، إن الوسائط الصحفية الحديثة تخلق زخف أقوى من غيرها التقليدية، مثل القنوات الأرضية كان لها مردود كبير وبدأ في تراجعها عندما ظهرت القنوات الفضائية لكن لم تنته بل أصبحت متواجدة بشكل أضعف، بسبب عدم التطوير وتراجع جودة المنتج الإعلامي بها، كذلك التليفزيون التفاعلي الأحدث أصبح أكثر تفاعلية من القنوات الفضائية، لأنه يتيح اختيار توقيع المشاهدة على القوالب الإعلامية أو الدرامية و السينمائية على حسب ما يناسب المشاهد.

وأضافت عميدة إعلام الشروق في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، لا يوجد وسيط يقتل وسيط أخر، وانما تغير الثقافة العامة بالمجتمع تعمل على تقليل الاعتماد على وسيط عن الأخر، مؤكدة أن الجريدة الورقية أكثر تكلفة من تصفح المواقع الإلكترونية، حيث وصل ثمن الجريدة 3 جنيهات بالإضافة لوسيلة نقل الجريدة الورقية وأماكن شراءها المتفرقة من مكان لأخر عكس تواجد شبكة الأنترنت المتواجدة بأيد القارئ والمشاهد،  لافتة إلى أن الجرائد الورقية تشمل مزايا  كثيرة ومتعددة، من المحتوى التحليلي والتحقيقات الاستقصائية والتقارير الشاملة للأحداث وغيرها من القوالب الصحفية الثمينة، لها تأثير نفسي عند بعض المواطنين حتى الأن. 

وتابعت الدكتورة سهير صالح: أن هناك بعض الأجيال الجديدة ليس لديها القدرة على قراءات الجرائد الورقية يرون انها تشتت انظارهم، مطالبة القائمين على أنشاء المحتوى الصحفي بالجرائد الورقية خاصة رؤساء التحرير، إعادة تجديد المحتوى الصحفي وتطويره لاسترجاع زيادة الطلب مره أخرى على شراء الجرائد، متوقعة عدم الاعتماد على الصحف الورقية بقوة العصور الماضية بسبب تطوير وسائط صحفية أخرى تتنافس بقوى لجذب القارئ بدمج مضمون الصورة والفيديو، وتنخفض أعداد توزيعها وعدد صفحاتها حتى ان يتم اصدارها في أوقات المناسبات فقط. 
وأكدت الدكتورة سهير صالح، أن تكلفة الأحبار والورق الذي يستخدم لصناعة الجرائد اصبح مكلف للمؤسسة الصحفية المنتجة و أصبح سعره غالي بالنسبة للمستهلك من القراء، لافته إلى أن صناعة الورق بشكل عام اصبحت تتراجع حتى الكتب ومعارض الكتاب قل الأقبال عليها بشكل واضح، وتحولت الكتب إلى فلاشات ذاكرة.

ايمن عبد المجيد

من جانبه قال أيمن عبدالمجيد السكرتير العام لنقابة الصحفيين، إنه لا يوجد شيء يسمى الصحافة الورقية، وأن الجرائد الورقية عبارة عن احد وسائط الصحافة، في تقديم المعلومة، مؤكداً أن الصحافة باقية ما بقي الإنسان، وكانت متواجدة منذ بداية الخلق، حيث كان هدهد سيدنا سليمان عليه السلام، مصدر الأخبار والمعلومة الدقيقة، والتقارير الصحيحة.


وأكد عبد المجيد في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن تطوير وسائط الصحافة يتغير مع التطوير التكنولوجي لمواكبة الزمن، لكن الوسائط القديمة لم تنته كما توقع البعض مثل الصحافة الإذاعية التي كان متوقع لها ان تختفي في فترة من الزمن ولكن ظهرت وانتشرت بشكل كبير داخل السيارات والهاتف المحمول، موضحاً أن وسيط الجرائد الورقية قد تأثر خلال الفترة الاخيرة وهناك وسائط اخرى ظهرت مثل الوسيط الالكتروني و البي دي أف كوسيلة للصحافة الحديثة و المتطورة.

وتوقع أن يتراجع تواجد للجرائد الورقية خلال الـ 10 سنوات المقبلة، ولكن استمرار تواجدها بقوة مرهون على تطوير المحتوى الصحفي الذي تخرج به في المنافسة الإخبارية من خلال احتوائها على السبق الصحفي أو التحليل العميق للأخبار، مطالباً بإعادة صياغة السياسات التحريرية، بشأن المحتوى الصحفي الذي يقدم من خلال الجرائد الورقية، وبناء حملات صحفية لتخصيص التحقيقات الاستقصائية والحوارات الخاصة للجريدة والمحتوى الإخباري للموقع الإلكتروني ليجعل القاري يبحث عنه ووسائل الاتصال المرئي ينقل عنه.


وأشار عبد المجيد، إلى أن قبول النقابة، صحفيين عاملين بالمواقع الإلكترونية يحتاج إلى تعديل لأئحه برغم أن القانون رقم 180 لسنة 2018 ينص في مواده التعريفية في بابه الاول على: الصحيفة الورقي او الالكتروني للانضمام للنقابة . مؤكدا أن قبول صحفيين من المواقع الالكترونية الصحفية يتطلب تعديل لائحي لضم للعاملين بالصحافة الالكترونية، بشروط وأن يكون الموقع الإلكتروني صادر بترخيص من المجلس الإعلى للإعلام و له مقر ثابت هيكل تحريري من رئيس تحرير ومديرين تحرير أعضاء نقابة مشتغلين، والعاملين فيها 70% من أعضاء النقابة، بعقود عمل وتمنح اجور ويكون لدى الموقع الإلكتروني قدرة مالية لضمان استقراره ويكون منتظم في انتاج المواد الصحفية لمدة عامين على الأقل، حتى نستطيع أن نفرق بين الكيان المؤسسي الخارج لفرص عمل والقادر على الاستمرارية والكيانات الوهمية التي يشرف عليها اثنين او اكثر لأهداف أخرى.  

الدكتور عادل فعت

وقال الدكتور عادل رفعت، وكيل كلية الإعلام بجامعة المنوفية، إن هناك أكثر من سيناريو بشأن انقراض الصحافة الورقية منذ سنوات ماضية، مشيراً الى انه عند ظهور الراديو في القرن الماضي ظهرت أقاويل كثيرة عن تأثير الراديو على الصحافة الورقية وستنهى عصر الجرائد الورقية ولم يحدث ذلك حتى الأن، وهذا السيناريو تكرر بعد ظهور التليفزيون وطرحت أسئلة عديدة حول اختفاء الراديو والصحافة الورقية.

وتابع رفعت في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": رغم السيناريوهات التي ظهرت وبقوة على الساحة وقتها، تعايش التليفزيون والراديو والصحافة الورقية، موضحا أنه الآن وبعد ظهور وانتشار الإنترنت والحديث يظهر من جديد عن انتهاء الصحافة الورقية بعد انتشار المواقع الالكترونية للصحف والسوشيال ميديا، واصفاً هذه التوقعات بـ الحديث الخرافي ليس أكثر. 
 

وأكد أن سيناريو نهاية الصحافة الورقية الفعلية غير متوقع غير في حالة اجمع العالم على نهاية عصر الورقي، من خلال توقف استخدام مواد صناعة الورق لافتاً إلى أنه عاش تجربة في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما كانت هناك حملات للأخذ بوسائل الاتصال الحديثة والاستغناء عن الورق ولم يتم حتى الآن تحقيق هذه الحملات على ارض الواقع، ولن يحدث ذلك ما لم يتم الإعلان رسميا عن نهاية عصر الورق و ستظل متواجدة.  
 

وأضاف وكيل كلية الإعلام بجامعة المنوفية، أن غالبية صحف العالم قلصت عدد صفحاتها ونسخها الورقية إلي اقل من النصف واكتفت بما تقدمه عبر بوابتها الإلكترونية.