لم تقترف "أنغام" صاحبة الـ18 عاما، ذنبا سوى أنها وافقت على الارتباط بشاب لا تعلم عن ماضيه شيئا، فطارد خطيبها شبح الماضي وخطف حياة تلك المسكينة بلا ذنب.
حياة صعبة عاشتها تلك الفتاة التي حاولت جاهدة أن تكون سندا لوالدها الذي رزقه الله بـ4 بنات، ولم يرزقه بولد كما كان بتمني يتحمل مع المسئولية ويساعده في العمل والكد بحثا عن لقمة العيش وسط ظروف الحياة الصعبة، فعملت «انغام» في شركة خضروات وكانت تتحصل علي أموال تقدمها لوالدها تخفف من على كاهله مسؤولياته الأسرية.
غرام وانتقام
خلال الأشهر القليلة الماضية تقدم لخطبة "أنغام" شاب يدعي "مصطفي" من أبناء قريتها في مركز كفر الدوار في محافظة البحيرة، وسرعان ما وافقت الأسرة علي الشاب ولكن لم يعلموا بأن خطبة ابنتهم لذلك الشاب سوف تكتب السطور الأخيرة في حياتها.
ظهرت مراهقة تدعي "رحمه" لم تكمل عامها ال15 تقيم بذات القرية، لا تحمل صفاتها أي شيئا من اسمها فقد انتزعت من قلبها الرحمه، تلك المراهقة كانت ترتبط عاطفيا بالشاب الذي تقدم لخطبة "أنغام" وعندما علمت بخطبته أرادت الانتقام منه في خطيبته تلك المسكينة التي لا ذنب لها في تلك العلاقة ولا تعلم عنها شيئا، فاستدرجت الفتاة إلي أحد الأراضي الزراعية خلال ذهابها إلي عملها بالشركة وغافلتها وقامت بخنقها بإيشارب من الخلف حتي فاضت روحها البريئة إلي خالقها، وأخذت المتهمة هاتف المجني عليها وهرعت إلي منزلها ترتعش مرتجفة.
علم والدها بأن ابنته بها خطب ما، وبسؤالها اعترفت له بجريمتها فحاول تهدأتها واخفاء هاتف المجني عليها والتستر علي جريمة نجلته النكراء حتي تمكنت الشرطة من ضبطهما.
علاقة عاطفية
قبل عامين من الآن دخل المدعو "مصطفي" في علاقة عاطفية مع المراهقة "رحمة" تطورت العلاقة بينهما إلي جنسية غير مكتملة وصور وفيديوهات ورسائل علي تطبيقات الواتس آب والماسنجر، وعدها ذلك الشاب خلالها بالزواج ولكن سرعان ما تبدلت أحواله كباقي أقرانه من سلكوا طريق الحب الحرام.
امتلك قلب الفتاة وتعلقت به فتركها بحجة أنها فتاة سيئة أسلمت له نفسها فرخصت بعينه، وتنصل الشاب من وعوده وحاول الابتعاد عنها وتقدم لخطبة أخرى "أنغام"، وعندما علمت العشيقة المراهقة جن جنونها ووضعت خطتها للانتقام فغرقت يديها بدماء فتاة لا ذنب لها سوي أنها وافقت علي الزواج من ذئب بشري ينهش ويخوض في عرض وشرف مراهقة أسلمت نفسها للشيطان.
جثمان وسط الزراعات
جثة لفتاة مسجاة علي ظهرها ترتدي جلباب وطرحه حول رقبتها وسط أرض زراعية بجوار الطريق بقرية تابعة لمركز كفر الدوار في محافظة البحيرة، مشهد تجمع عليه أهالي القرية لحظات وحضرت قوة أمنية من ضباط مباحث القسم وقاموا بفرض كردون أمني بمحيط العثور علي الجثة وقاموا بإبعاد التجمعات في محاولة للتوصل إلي هوية الفتاة التي لا تحمل أوراق أو هاتف يمكن من خلاله معرفة شخصيتها حتي تم التوصل إلى هويتها وتبين أنها تدعي "أنغام م" 18 سنة، مقيمة بالقرية وكانت في طريقها لعملها.
حضر فريق من النيابة العامة فور إخطارها إلي محل العثور علي الجثة لمناظرتها وتبين أن الفتاة بها خدوش وسحجات وأثار خنق بمنطقة الرقبة ووجود شبهة جنائية في الواقعة، فأمرت النيابة عقب انتهاء المناظرة بنقل الجثة إلي ثلاجة المستشفي كما انتدبت طبيبا شرعيا لتشريح الجثة وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة وعرضه عليها فور الانتهاء منه، كما صرحت بدفن الجثة وتسليمها إلي ذويها، وطلبت النيابة سرعة تحريات المباحث حول الواقعة وضبط وإحضار المتهم بقتل الفتاة.
فريق بحث ومراهقة
انطلق علي الفور رجال البحث الجنائي بمديرية أمن البحيرة بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، للعمل علي قدم وساق لحل لغز الجريمة من خلال فحص علاقات المجني عليها والكاميرات الموجودة بمحيط مسرح الجريمة وخط سير المجني عليها، وتوصلت جهود فريق البحث أن وراء ارتكاب الواقعة "رحمة ف" طفلة 15 عاما، وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطها واقتيادها إلي ديوان القسم.
وبمواجهتها أقرت بارتكاب الواقعة انتقامًا من المجنى عليها لخطبتها لأحد الأشخاص كانت ترتبط به عاطفيا، حيث قامت باستدراجها حال سيرهما بمحل الواقعة إلى طريق فرعى يمر على الأرض الزراعية محل العثور على المجنى عليها، ولدى وصولهما قامت المتهمة بمغافلتها والتعدى عليها وخنقها حتى فارقت الحياة، واستولت على هاتفها المحمول ولاذت بالهرب متوجهة إلى منزلها، وعقب وصولها لمنزلها أخبرت والدها فأخذ منها هاتف المجنى عليها وقام بإخفائه بأرضه الزراعية، وأمكن ضبط والدها وتم العثور على الهاتف المحمول.
تمثيل الجريمة
وبعرض المتهمة علي النيابة العامة وبمواجهتها بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرت أمام النيابة بحريمتها والتي أمرت بحبسها 4 أيام احتياطيا علي ذمة التحقيقات، كما اصطحب فريق من النيابة العامة المتهمة إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمتها وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.