الابتلاء يأتى من الله، وعلى قدر الابتلاء يأتى الكرم، فعندما يزور أحدًا المرضُ اللعين "السرطان"، يشعر الشخص بأن الحياة قد انتهت، وأن عقارب الساعة قد توقفت، وما هى إلا ساعات يعيشها ينتظر الموت.
لكن قصتنا اليوم تفوقت على الألم والمرض ولم تكتف بذلك فهى تحقق أحلامها فى نفس الوقت الذى تتواجد داخل المستشفى ليتم علاجها من المرض اللعين لتثبت للجميع أن الأمل دائمًا موجود والنجاح والقوة هما سر الحياة.
بطلة قصتنا هى الطالبة "أحلام سعد الباشا"، أو كما يطلقون عليها من حولها "البطلة أحلام"، طالبة الثانوية العامة التى حصلت على مجموع ٨٩٪ شعبة أدبى لتحقق هدفها فى الالتحاق بكلية إعلام لتصبح مذيعة مشهورة كما أنها ما زالت تسعى في تحقيق حلمها في التمثيل.
قالت: إنها أصيبت بالمرض اللعين فى العظام، وهى فى الثانية عشرة من عمرها، لتنقلب حياتها رأسًا على عقب فهى فى بداية الأمر لم تكن تعلم طبيعة مرضها لصغر سنها وحاول والدها ووالدتها أن يحجبا عنها معرفة حقيقة مرضها حتى لا تسوء حالتها النفسية وخاصة أن العامل النفسى يقع عليه جزء كبير من فاعلية العلاج.
وأضافت "أحلام"، أنها علمت حقيقة مرضها عندما بدأت جلسات الكيماوى، ووجدت شعرها يتساقط، ولكنها رغم ظهور المرض في حياتها قررت ألا تتنازل عن أحلامها، ورغم شدة المرض وصغر سنها إلا أنها قررت أن تكون قوية، ويرجع ذلك إلى دعم عائلتها والقائمين على علاجها فقد استطاعت أن تكمل أحلامها واستمرت بالمقاومة، وكانت تذاكر فى المستشفى فى كثير من الأوقات وتذهب لدروسها لتعود مرة أخرى لجلسات الكيماوى وأدت الامتحانات بداخل المستشفى أيضا.
وعن الذين قاموا بدعمها قالت: "بابا وماما واخواتى أكتر ناس دعمونى ومسبونيش ولا لحظة ودايما يقولولى اتمسكى بالحياة انتى مصدر سعادتنا ، وماما كانت المرافقة معايه دايما هى وبابا لأنهم بيساندونا أنا واخواتى دايما وبيشاركوا بعض فى تربيتنا ورعايتنا، حبهم دايما بيقوينى ويدعمنى وبيشجعنى فمن كان خلفه عائلة قوية لن يهزم أبدا.
وتابعت "بعد بابا وماما واخواتى كانوا أصحابى ومدرسينى والدكاترة بتاعتى بيساعدونى جدا وبيدعمونى ويقولولى انتى بطلة وشجاعة وهقدر أحقق كل أحلامى.
وأشارت خلال حديثها مع "البوابة نيوز"، إلى أن المرض لا يتركها فإنه يهاجمها فى عدة أماكن كل فترة وتذهب للعلاج فقد بدأ فى عظام الأنف، وبعد عام ونصف من العلاج عاد إليها السرطان في المخ وقامت بالكثير من العمليات الجراحية إلى أن عاد إليها في الحوض ثم القدم وآخرها البنكرياس، ولكنها لا تيأس ولا تستسلم بل ستصمد لتحقيق أحلامها.
وأكدت "أحلام"، إنها تقوم بالدعم لمن حولها من مرضى وتحاول التخفيف عنهم وتشجيعهم وأنها تحب الناس والحياة وتتمنى أن يتم شفاء الجميع، وأحلامها كبيرة وكثيرة تسع العالم بأكمله، وهى دائما ما تحاول إعطاء طاقة إيجابية لنفسها ومن حولها.
وعن أصعب اللحظات التى مرت عليها قالت: "أصعب وقت عندما أشعر بأن أحدهم يشفق عليّ بسبب مرضى فهو شعور صعب لا أحبه فأنا قوية لا أريد أن أكون ضعيفة، وأيضا عندما منعت من ركوب الخيل وغيره من الأشياء التى أحب ممارستها، ولكنها تتعارض مع مرضى.
واختتمت حديثها: "أنا عارفة إن التعب هيفضل يجيلى كل سنة لأنه مرض سنوى بس أنا عايزة أعيش وأشوف بكره جايبلى إيه ومستقبلى هيكون إزاى، وأسافر وألف العالم وأتعلم وأتبسط، وأسعد لحظات حياتى عندما علمت أنى حصلت على مجموع ٨٩٪ فى الثانوية العامة فهذا سوف يجعلنى التحق بكلية الاعلام لتحقيق حلمى، وهذا بفضل الله ومن ثم كل من دعمنى وساندنى".