شيعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في محافظة الخليل، اليوم الخميس، جثمان الشهيدة الأسيرة المسنة سعدية فرج الله (68 عاما) إلى مثواها الأخير في بلدة اذنا غرب الخليل.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الأهلي في الخليل، بعد إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليها باتجاه بلدة إذنا، ونقل جثمانها الطاهر إلى مسجد البلدة، وأدى المشيعون الصلاة على جثمانها الطاهر، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الشهداء وسط البلدة
وشارك في التشيع محافظة الخليل جبرين البكري، وممثلي القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والأهلية، ورفع المشاركون العلم الفلسطيني، مرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بالاحتلال وجرائمه بحق شعبنا، وخاصة ما يتعرض له أبناءنا الأسرى في سجون الاحتلال من إهمال طبي متعمد يستهدف حياتهم.
وحملوا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد فرج الله، مطالبين المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة أبنائنا الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة المضربين منهم عن الطعام، ووقف سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي ينتهجها الاحتلال بحق أسرانا والتي كانت الشهيدة فرج الله آخر ضحاياها.
وكانت قوات الاحتلال سلمت في وقت سابق من هذا اليوم جثمان الشهيدة فرج الله على معبر ترقوميا العسكري بعد احتجاز استمر منذ استشهادها في الثاني من تموز الماضي.
يشار إلى أن الشهيدة فرج الله (68 عاما) من بلدة إذنا أم لثمانية أبناء، وهي أكبر الأسيرات سنا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ارتقت في الثاني من شهر تموز الماضي في سجن "الدامون"، نتيجة انهيار مفاجئ على صحتها، بعد توقيف استمر ثمانية أشهر قضت شهرين منها في العزل الانفرادي، رغم خطورة حالتها الصحية حيث تعاني من عدة أمراض مزمنة.
وكانت قوات الاحتلال، اعتقلت الشهيدة فرج الله في 18 من كانون الأول 2021 قرب الحرم الإبراهيمي الشريف، أثناء توجهها لزيارة ابنتها المقيمة في تلك المنطقة، حيث جرى الاعتداء عليها بالضرب والشتم من قبل المستوطنين، قبل أن تقوم احدى مجندات الاحتلال بإطلاق الرصاص نحوها وإصابتها واعتقالها.